
مند آخر 2019، يتقاتل في منطقة الساحل الوسطى فرعان لمنظمتين جهاديتين دوليتين، هما جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتنظيم الدولة الإسلامية في ولاية الساحل. ولئن تعاملتا المجموعاتان، في بدايات نشأتهما في مالي والنيجر وبوركينافاسو في العشرية الجديدة، مع بعضهما وتقاسمتا محيطهما الجغرافي، وحتى تعاونتا معا خلال هجمات ضد أعداء مشتركين، أو في تسيير وضع الأسرى الغربيين أم تحرير المسجونين من أعضائهما،1 فقد انتهى في هذا التاريخ ما كان يُطلق عليه “الاستثناء الساحلي”، حيث كانت الحرب قائمة بين الفصيليْن في مسارح أخرى، رغم الهدن المؤقتة التي تمّت منذ ذلك الحين.
وقد سلط تصاعد التنافس بين هاتين المجموعتين الضوء على خصوصيات كل واحدة منهما، والتي يمكن رصدها وتحليلها في عدة مجالات، خاصة الأيديلوجية منها، وهي خصوصيات جوهرية في تعاملهما مع السكان المحليين. وتكشف دراسة هذه القواعد الأيديولوجية عن اختلاف في النهج العقائدي، مثلا فيما يتعلق بتطبيق الشريعة الإسلامية وخاصة على مستوى العقاب الذي يطبقه تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل بدون أي تنازل في المناطق الخاضعة لسيطرته، بينما تؤجل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين العقاب لما بعد، حين يتم “تحرير” كامل المنطقة.
فالتنظيمان يستندان إلى عقيدتين تمثل كل منهما قاعدة لأعمالهما وللقتال الذي تخوضه باسم الجهاد الإسلامي. ويمكّن هذا الأساس الأيديولوجي والعقائدي المختلف من فهم أوجه تشابههما أو تقاربهما، والتي من الصعب عادة تحديدها من خلال ميدان العمليات العسكرية.
عقيدتا جهاد مختلفتان
ولفهم أيديولوجيا الجهاد الإسلامي التي تدعو لها المجموعتان، يجب البحث في الأسس الأيديولوجية المكونة للتنظيم الأمّ لكلتاهما. فالقاعدة، التنظيم الأمّ لما كان يُعرف سابقا بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، هي أول تنظيم إسلامي جهادي على المستوى الدولي تاريخيا. وأهدافها محددة في نص دستورها2. وهو ينصّ على “إيمان أهل السنّة والجماعة عموماً وتفصيلاً واتباع سيرة السلف الصالح”. وانطلاقا من هذا، تعطي المجموعة أهمية كبيرة للإجماع والعمل السياسي البحت لتحقيق أهدافها الأولى، وهي “نصر دين الله العظيم وإقامة النظام الإسلامي وعودة الخلافة الإسلامية إن شاء الله”.
وفي ردة فعلها على “الحرب ضد الإرهاب” التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها، تنوّعت القاعدة وقامت بالعديد من عملياتها في كامل قارّات العالم. وتعد أفريقيا من أهم محلات اهتمامها؛ فهي دائما ما أثارت اهتمام مؤسسي التنظيم. فقد قضى أسامة بن لادن مثلا فترة من حياته في السودان، وكانت أول عمليات القاعدة كانت ضد السفارات الأمريكية في نيروبي عاصمة كينيا ثم دار السلام في تنزانيا، في 7 أغسطس/آب 1998. وقبل هذا بكثير، شارك مقاتلون أفريقيون، خاصة من الجزائر، في حرب أفغانستان، رحم الجهاد الحديث. وكانت عودتهم إلى الساحة حاسمة في نشأة الجماعة الإسلامية المسلحة، ثم انشقاقها عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي بايعت تنظيم القاعدة عام 2007 واتخذت اسم "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
من جهته، فتنظيم الدولة الإسلامية (التنظيم المركزي، لتفريقه عن فروعه في جميع أنحاء العالم) منشق عن تنظيم القاعدة، الذي يتهمه بالانحراف عن مساره الجهادي لدخوله السياسة، وبتعامله مع الغرب والبلدان المسلمة التي لا تعرف من الإسلام إلا الاسم، على حد اعتقاده. ويتجلى اختلاف “الدولة الإسلامية” عن سلفها في العنف المسلط على السكان المسلمين، ورفضها الإجماع والتنازل، بالإضافة، بحسب منافسيها، إلى إفراطها في تكفير المسلمين الذين لا ينتمون إلى صفها.
أعداء الدولة الإسلامية في كل مكان واتجاه
يعتبر تنظيم الدولة الإسلامية أنه من واجب كل مسلم أن يثور ضد “الإمام الذي سقط في الكفر”، كناية عن أمير تنظيم القاعدة المصري أيمن الظواهري (الذي قتل في كابول بضربة أمريكية في يوليو/تموز 2022)، متعللا في ذلك بأن الأخير اعترف بإجراء اتفاقيات مع الدول الغربية وحكومات دول الخليج. وبنفس المنطق، تقاتل “الدولة الإسلامية” نظام طالبان في أفغانستان، كما توضح ذلك في وثيقتها بعنوان “هذه عقيدتنا وهذا منهجنا”: “لا تُعطى الإمامة لكافر، وإذا كفر الإمام سقط سلطانه، وسقطت طاعته، ووجب على المسلمين القيام عليه لعزله وإقامة إمام عادل إن استطاعوا.”3
هنا نفهم أن أيديولوجيا تنظيم الدولة الإسلامية التي ورثتها عن تنظيمها الأمّ هي تكفير المسلمين الذين يرفضون الانضمام إلى “إمارة الخلافة”. وتحديدا، يرتبط التكفير بمفهوم الردّة، التي تتهم بها الدولة الإسلامية أي شخص أو قيادي أو فقيه أو منظمة ترفض الإقرار بدولتها الإسلامية، فيحلّ بذلك دمه وأمواله ونسائه. تجد عقيدة ومنهج فرع الساحل لتنظيم الدولة الإسلامية جذورها في مفهوم الرِدّة. فيعتبر المذهبيون في هذا التنظيم أن محاربة المرتدّين أولوية؛ “الكفر بالردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي، لذا كان قتال المرتدين أوْلى عندنا من قتال الكافر الأصلي.”4 وبالتحديد، فإن الدولة الإسلامية في الساحل، كما هو الحال لتنظيمها الأم، تصف المسلمين الذين لا يقبلون بالعيش تحت سلطتها بكبار المرتدّين، وتتهمهم غيبا بالإساءة لها وبمحاربتها. وباسم هذه النيّة المزعومة، يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل السكان المتَّهَمين بالتعامل مع القوات التي تحاربه، من ميليشيات قروية وفرق دفاع عن النفس أو متطوعين للدفاع عن الوطن في بوركينا فاسو مثلا، الخ.
“من هو المرتدّ الكبير؟”
يكفي عدم التبرؤ من مثل هذه القوى، المرتبطة بالدولة إلى حد، ما ليتم تصنيفك كهدف. ففي خطاب وعظي من أغسطس/آب 2019 انتشر منه تسجيل صوتي، قال أحد مؤسسي الحركة عبد الحكيم الصحراوي: “من هو المرتدّ الكبير؟ المرتدّ الكبير هو مسلم يحارب الإسلام بكل ما أوتي من قوة؛ ولذا توجب وضع الحدّ عليه وتوزيع ممتلكاته على باقي المسلمين. ويمنع على المسلمين أن يتعاملوا معه؛ فلا تسلّموا عليه، ولا تشتروا من محلاته (إلاّ لو لا خيار لكم)، يجب أن تطلقه زوجاته، وعند موته، لا يجوز دفنه في مقابر المسلمين. حتى في المذهب المالكي، يُعتبر المرتدّون كافرين، ويجوز مصادرة ممتلكاتهم. حين يموت المرتدّ، فمكانه جهنم.”
تتيح هذه العقيدة مجالا واسعا لتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل لاتهام كل أعدائها بالردّة. ومن هنا يتوجب على جنوده محاربتهم. ويصبح الاستيلاء على ممتلكاتهم أو تسليط ضرائب هائلة عليهم مباحًا. ولهذا في أغلب الحالات، تستهدف الدولة الإسلامية في الساحل المدنيين5الذين تعتبر أنه من واجبهم سواء الانصياع التام لها وحدها وإلا تعتبرهم أعداءً لها. الاستراتيجية المعتمدة تقوم على الحسم العسكري. أما العنف المفرط تجاه السكان المتمردين، فيشكل القوة المحركة للتنظيم.
وعلى عكس هذا المنهج، تتبع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين جهادا ضد “الطاغوت” في الإطار العام ل“الدفاع عن أرض الإسلام”، وهي عقيدة تظر لها عبدالله عزام، الأب الروحي لأسامة بن لادن. ولهذا نجد لدى هذه الجماعة أهمية خاصة لشخصية نمرود وفرعون، المذكوريْن في القرآن باعتبارهما قمة البطش والطغيان. تستوحي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين فكرة "الدفاع عن أرض الإسلام من تنظيمها الأم، القاعدة، داعية لجهاد دفاعي، يتحول إلى جهاد هجومي خلال مرحلة التوسع، وهو ما يحصل حاليا في منطقة الساحل.
أهداف الحرب لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين
انطلاقا من قواعدها في شمال ووسط مالي، توسعت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين منذ 2018-2019، خاصة من بوركينا فاسو في اتجاه بلدان خليج غينيا ومناطق غرب مالي، حيث يهدد السنغال وغينيا كوناكري. وبالنسبة لمنظّري التنظيم، يركز الجهاد على القتال ضد الدول ورموزها ومؤسساتها، بما في ذلك قوات الدفاع والأمن والميليشيات الموصوفة بالموالية للحكومة، مثل “الدوزو” (الصيادين التقليديين) في مالي و“المتطوعين للدفاع عن الوطن” في بوركينا فاسو، التي تخلط الجماعة بينها وبين الدول. مع ذلك، لا يمنع التنظيم نفسه من عقد اتفاقات محلية متوسطة الديمومة معها، خاصة في دلتا النيجر الوسطى في مالي.
في المقابل، يُفضل الاعتدال تجاه الجماعات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام والمصالحة المنبثق من اتفاقية الجزائر، سواء كانت “جماعة الدفاع الذاتي للطوارق إمغاد وحلفائها” أو “حركة إنقاذ الأزواد” - وهما حركتان مجتمعيتان مواليتان للحكومة - أو “تنسيق حركات الأزواد”، التي أصبحت “الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والاستقرار والتنمية” ثم “جبهة تحرير الأزواد”. وتسعى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى التوافق أو التسوية مع هذه الجماعات التي تتشارك معها المجال والمجتمعات التي تتحرك فيها.
ومع ذلك، فإن المواجهات التي وقعت في مالي في 5 أبريل/نيسان 2024، في غابة واغادو (الوسط)، حيث منع مقاتلو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تقدّم مقاتلي “الإطار الاستراتيجي الدائم” نحو الجنوب، ثم في 4 أغسطس/آب 2024، ضد “جماعة الدفاع الذاتي لطوارق إمغاد وحلفائها” ذات التوجه الموالي، في تكالوت (منطقة كيدال)، تُظهر أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لا تتخلى عن القوة عندما تراها ضرورية، مثلاً عندما تدّعي هذه الجماعات التعدي على أراضيها.
حماية أم مُحاربة المدنيين؟
نتيجة لتعريفها للجهاد، تحاول جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تقليل خسائر المدنيين إلى أدنى حد، وتنسب إلى نفسها مسؤولية الدفاع عنهم وحمايتهم. يُصر كثير من قادتها على هذه النقطة في اتصالاتهم. ذكّر بذلك عبد المالك درودكال، الذي قُتل في غارة فرنسية عام 2020، في فيديو نشرته دائرة الاتصالات الخاصة بالتنظيم في مارس/آذار من العام نفسه، مُخاطباً مقاتلي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بهذه الكلمات: “عليكم واجب تجنب إيذاء المسلمين العاديين وعدم مهاجمة المدنيين من بينهم”.
هذا ما يفسر موقف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المُلاحظ في عدة مناطق في الساحل، والذي يصر على الإقناع بالدليل. تضع الجماعة هذا الموقف موضع التنفيذ من خلال استراتيجية انتشار أكثر مرونة من استراتيجية منافسها تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل، عبر حملات الوعظ والتلقين ونشر أيديولوجيتها وأساليبها، قبل اللجوء إلى العنف، الذي يُعتبر أحياناً ضرورياً ضد الأشخاص الرافضين لرسالتها، مثل رؤساء القرى أو القبائل والعلماء. يرى البُخاري الأنصاري، وهو قاضٍ شرعي في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، في هذه الطريقة التي يَصفُها بـ“المرنة” فرقاً ملحوظاً مع منافسيها. وقال في خطبة من يناير/كانون الثاني 2020 انتشرت على شكل تسجيل صوتي: “السمع والطاعة، هم (تنظيم الدولة الإسلامية) يفعلون ذلك بالقوة، نحن (جماعة نصرة الإسلام والمسلمين) بالإيمان”.
هذا التباين ملحوظ في مجال إدارة العنف، الذي تُوجهه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أكثر من تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل الذي يُعتبر العنف بالنسبة إليه محركاً، بحكم المذهب الهادف إلى إنتاج الفوضى التي ستظهر منها جيل جديد يحكمه المجاهدون. حول هذا الخلاف، أوضح خبير محلي طوارقي في أغسطس/آب 2024: “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أكثر رحمة من تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل. عندما يُحرّم تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل شيئاً، فهو يُطبق العقاب مباشرة، بلا تحفظات، بينما تقوم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بإنذارات مُسبقة وتقترح حتى بدائل. تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل لا يرحم”.
غزو القلوب والعقول
تُطبق جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مبدأ “غزو القلوب والعقول” من خلال التقارب مع السكان الذين تُعطيهم حرية معينة في التصرف واتخاذ القرارات، بينما تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل متعنت. يُفسر هذا الاختلاف بالسياق الذي ساد إنشاء المجموعتين. في الواقع، إذا كانت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تُقدم نفسها للسكان على أنها تتبنى مظالمهم وفي خدمة خلاصهم، فإن تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل يجب أن يُموضع نفسه كبديل لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين والمجموعات الأخرى التي يحاول اقتلاعها لِيُثبت نفسه مكانها. يروي خبير محلي من تمبكتو في سبتمبر/أيلول 2024: “تُقدم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نفسها كخلاص للمسلمين. أما تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل فقد وجد أرضاً”موبوءة“أو مُحتلة بالفعل من قِبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ومجموعات مسلحة أخرى. نظراً لتجذر منافسيه (جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، تنسيق حركات أزواد، حركة خلاص أزواد، وجماعة الدفاع الذاتي لطوارق إمغاد وحلفائها) في المنطقة، اضطر تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل، وفقاً لمذهبه، إلى”تطهير“المنطقة، و”تنظيف“المساحة المُستهدفة من المتعاطفين مع هذه المجموعات المسلحة، بمنطق فرض الاحترام بالرعب، لِيفرض نفسه أخيراً كسيد مُطلق للمنطقة”.
نتيجة لرغبتهم فرض نظامهم بالرعب، يتهم قادة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين قادة تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل بأنهم “خوارج”، على غرار البُخاري الأنصاري الذي قال في خطبة من يناير/كانون الثاني 2020: “نحن لا نصفهم بالخوارج لأن ذلك يُعجبنا، ولكننا نستند إلى أدلة، مثل سفك دماء المسلمين بدون سبب شرعي، وتكفير المؤمنين والخيانة، من خلال التخلي عن بيعتهم. إنهم يأخذون الآيات المُتعلقة بالكفار ويُطبقونها على المسلمين”.
من جانبه، يُهاجم تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين واصفاً إياها بالمُرتدة، لاستثمارها في السياسة، والتسوية مع المجموعات المسلحة والحكومات الساحلية والأكاذيب التي تنشرها بين السكان بشأنها. تقول خطبة لقاضٍ من تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل في منطقة تاملات، إقليم مينكا، في مايو/أيار 2021: “يقولون لكم أننا خوارج. ندعو الله، الحامي الوحيد، أن يحفظنا من أن نكون خوارج. بل منهجهم (مذهبهم) هو الخوارج. لأنهم يُحولون الناس إلى كفار بمساوئهم مهما كانت. بالنسبة إليهم، من يقترف الشر يصبح كافراً. هذا هو منهج الخوارج بالإجماع”.
“الدفاع عن”الجهاد الأصيل
يعتبر أيديولوجيو تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل في مُحاججاتهم أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مجموعة سقطت في الكفر بسبب تحالفاتها مع مجموعات مسلحة موالية6 لمُحاربته. في هذه النقطة، أكد أبو إبراهيم، وهو أمير لتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل في بوركينا فاسو، في تسجيل صوتي مُترجم من الفولفولدي (لغة الفولاني) في ديسمبر/كانون الأول 2022: “من الخطأ القول إنهم يُقاتلون لأجل الدين الإسلامي لأنهم دائماً مُختلطون مع مجموعات الكفار. لقد تحالفوا مع حركة خلاص أزواد وجماعة الدفاع الذاتي لطوارق إمغاد وحلفائها لمُحاربتنا. إنهم دائماً مُستعدون للتحالف مع أي مجموعة مسلحة من الكفار لمُحاربتنا. هذا دليل ملموس على كفرهم. كل شخص يختلط مع الكفار ينتمي إلى مجموعتهم”.
تتنافس المنظمتان، عبر حُجج صادرة عن قادتهم الفقهيين، في مُزايدة منذ 2020، تزعم كل منهما أنها تُدافع عن “الجهاد الأصيل” وتدعي أنها مُكلفة بمهمة إلهية. لكن بعض العلماء المحليين لا يتفقون مع هذا الرأي. فهم يعتبرون أن تصرفات المجموعتين على نقيض الدين الإسلامي المُتميز بالسلام والتسامح. أوضح إمام من منطقة الغورما المالية في أغسطس/آب 2024 قائلا: “هؤلاء الناس (جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل)، تحت تأثير الخوارج، يُمارسون تكفير المسلمين - الذين يُصدرون أحكاماً عليهم بالكفر ليس على أدلة صلبة، مُستمدة من القرآن والسُنة، ولكن فقط لأنهم لا يلتزمون بمذهبهم”. في نفس السياق، يصف العالم التمبكتي أبو زُبير محمد بن موسى المجموعتين ب“الخوارج”. في 18 مايو/أيار 2024، رداً في تسجيل صوتي على سؤال مُستمع حول الفرق بين الجهاديين والخوارج، أكد العالم: “لا يوجد أي فرق بينهم. الخوارج هو المُصطلح الذي يجمع كل هذه المجموعات. يُمكنهم أن يُطلقوا على أنفسهم أسماء مُختلفة في مناطق مُختلفة من العالم، لكنهم يبقون خوارج (...) لأنهم أناس ضد التقدم، لا يُحبون السلام والتعليم والحياة. هم أناس لا تدور حياتهم إلا حول هذيانهم”.
وليس بعيداً عن ذلك ما تفكر فيه شريحة من السكان المحليين. في أغسطس/آب 2024، انفعل زعيم من منطقة غابيرو (مالي، إقليم غاو) بهذه الكلمات: “نحن مُقتنعون بأن هذا كل شيء إلا أيديولوجية إسلامية. الإسلام هو التسامح والمغفرة والمُشاركة. لكن هؤلاء الناس مُجرمون وقتلة يجعلوننا فقراء وبُؤساء”. يُقدر السكان المحليون، هم أيضاً، أنهم خُدعوا من قِبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل اللذين استقرا باسم الإسلام. وقبل أن يُدركوا الخدعة، كان الضرر قد حدث بالفعل، من خلال تجنيد الطبقة الأكثر ضعفاً والأكثر عدداً في القرى، وهم الشباب. ندم وجيه من منطقة تيسيت على ذلك، في أغسطس/آب 2024. وقال: “حين أدرك الناس خداعهم، كان الوقت قد فات بالفعل، لأن كثيراً من شبابنا كانوا قد انضموا إليهم. وقد أغروا هؤلاء الشباب بالأشياء المادية: المال والدراجات النارية والأسلحة والسيارات”.
أي شريعة؟
تؤكد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل كلاهما أنهما تقومان بالجهاد لأجل نصر الإسلام والتطبيق العالمي للشريعة وتقولان إنهما تسيران على الخط المُباشر للأمة الإسلامية. أما فيما يتعلق بتطبيق الشريعة وبشكل خاص الحدود (العقاب)، فللمجموعتين مقاربات مُتضادة. إذا كانت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين قد أنشأت في المناطق تحت سيطرتها حِسبة (وحدات شرطة أُنشئت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب في القرن السابع ومهمتها تعزيز الخير ومُحاربة الشر، بحكم المبدأ القائل إنه لا يحق لأحد أن ينصف نفسه بنفسه)، فإن المجموعة لا تُطبق الحدود ولكن جوانب أخرى من الشريعة التي تجعلها إلزامية: نمط حياة الرجال ولباسهم، الذين يجب أن يُحافظوا على اللحية ويُقصروا بناطيلهم، ونمط حياة النساء، اللواتي يجب أن يرتدين الحجاب ولا يُترددن على السوق، بالإضافة إلى منع الاختلاط في أماكن اللقاء وأثناء التجمعات.
هذا ما عرضه، في تسجيل صوتي لخطبة، القائد المحلي لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في منطقة إن-تيليت، أمادو موسى المُلقب الياسو، في مايو/أيار 2021: “جميع النساء يجب أن يتغطين أو يُغادرن منطقة الغورما؛ الرجال يجب أن يرتدوا بناطيل قصيرة؛ لا يوجد تبغ ولا سجائر والموسيقى محرمة، من إن-تيليت إلى غوسي وهومبوري”.
هذا التردد في تطبيق الحدود موروث من الدروس المُستفادة من احتلال شمال مالي في 2012. فأقنعت السيطرة على المُدن الكبرى في الشمال من قِبل مجموعات معينة امتصتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لاحقاً المنظمة بضرورة عدم حرق المراحل، كما اقترح عبد المالك دروكدال في رسالته التي عُثر عليها في تمبكتو في 20137: “إحدى السياسات السيئة التي انتهجتموها، في رأينا، هي السرعة المُفرطة التي طبقتم بها الشريعة، دون مُراعاة التطور التدريجي للوضع، في بيئة تجهل الدين وبين شعب لم يُطبق الشريعة منذ قرون. وتجربتنا السابقة أثبتت أن تطبيق الشريعة بهذه الطريقة، دون مُراعاة البيئة، سيقود الناس إلى رفضها، وكذلك الدين، وإثارة الكراهية نحو المجاهدين”.
قُضاة وجلادون
يتبنى القُضاة والجلادون هذا النقد، وتعتمد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين “استراتيجية الخطوات الصغيرة” التي تُخطط لتطبيق الشريعة تدريجياً، من خلال جلسات الوعظ وحملات التوعية والدعوة ووضع بدائل للعقوبات. يُصر منظرو المجموعة على ضرورة إظهار التمييز في تطبيق الشريعة لتجنب إلقاء السكان في أحضان تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل، منافسها المُباشر. ومع ذلك، هذا الموقف أحد الأسباب التي استشهدت بها مجموعة من المُقاتلين الفولانيين التولوبي، في 2017، ثم مجموعة من مُقاتلي نامبالا بقيادة محمودو باه، المُلقب مِقداد الأنصاري، في 2019، لمُغادرة صفوف كتيبة ماسينا (جبهة تحرير ماسينا)8 والانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل. في الواقع، فالتطبيق الصارم للشريعة ما هو إلا حُجة لتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل للتجنيد وإغراء مُقاتلي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بالانضمام إلى صفوفه.
لهذا السبب، تتدخل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين منذ 2020، دون أن تجعل تطبيق الشريعة إلزامياً في الأراضي تحت سيطرتها كما في 2012، كحَكم في القضايا الخطيرة بين المجتمعات أو الأفراد لإعدام شخص ثبتت إدانته بالقتل بطلب من أسرة الضحية. كان هذا هو الحال بعد جريمة قتل ارتُكبت في 10 ديسمبر/كانون الأول 2022 في كاكاغنا (إقليم موبتي). ووفقاً لمصدر محلي، كانت أسرة الضحية قد طلبت إعدام الجاني ووافق مُقاتلو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في 13 ديسمبر/كانون الأول التالي.
وفي مناطق معينة مثل الغورما المالية، تُقدم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين غالباً على إعدام قُطاع الطرق والمُغتصبين، خاصة عندما يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل. أُعدما شابين متهمين بقطع الطريق بهذه الطريقة من قِبل المجموعة في دورو (إن-تيليت، غاو) على الطريق الوطني 16، في 3 مارس/آذار 2022.
العقاب للترهيب
على عكس الأعراف السائدة في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، يفرض تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل الشريعة والعقوبات التي يتخذها بلا رحمة في المناطق تحت سيطرته . تتميز المنظمة بممارستها للعقوبات الجسدية، الجلد، بتر أيدي السُراق، الموت رجماً، قطع الرأس والإحراق بالنار. تنفيذ العقوبة يحدث، في معظم الأحيان، في سوق محلي، يوم السوق الأسبوعي، لترك أثر في عقول السكان.
بعد اعتقال المُشتبه به من قِبل حِسبته (الشرطة الإسلامية)، يضعه تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل تحت تصرف القاضي المحلي الذي يُجري مع فريقه تحقيقاً مُتعجلاً واستجواباً تحت التعذيب، هدفه إقناع المُشتبه به بالجريمة بدلاً من البحث عن الحقيقة. ثم يُدين القاضي المُشتبه به ويُسلمه إلى اللجنة المُكلفة بتنفيذ العقوبات، التي تُحدد يوم ومكان تنفيذ العقوبة.
وضع تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل بالتالي حِسبة ولجان مُكلفة بالعقوبات في جميع المناطق تحت سيطرته. وتُدار هذه الكيانات محلياً، لكن تُحال الحالات الخطيرة إلى القاضي العام للمجموعة. كان هذا، على سبيل المثال، حال زوجين مُتهمين بإنجاب طفل خارج الزواج، تم إحضارهما من إيناتيس، شمال غرب النيجر، إلى تين-هاما (أنسونغو، إقليم غاو)، لرجمهما علناً أثناء السوق الأسبوعي في 18 سبتمبر/أيلول 2022.
يهدف التطبيق الصارم للشريعة أيضاً إلى زيادة الخوف الذي يُغذيه السكان تجاه تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل، والذي يُقدم أيضاً على أحكام الإعدام على أساس افتراءات الجواسيس. بهذه التهمة، لا مفر للشخص المُتهم، الذي تتم إدانته بسرعة واعدامه بالرصاص أو بالذبح. ولهذا السبب، يهدف العديد من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل إلى الانتماء إلى الحِسبة أو اللجنة المُكلفة بالعقوبات.
التمكين أو الأقلمة الإقليمية
استرجعت المجموعات المسلحة المُدعية للجهاد عدة مفاهيم طورها رواد الجهادية الحديثة، مثل حسن البنا وسيد قطب، لكنها تُطبقها بدرجات وفي سياقات مُختلفة، وخاصة، من خلال مذهب خاص لدعم أهدافها قصيرة أو طويلة المدى. من بين هذه المفاهيم، هناك مفهوم التمكين، الموجود في كتابات منظري الجهاد مثل حسن البنا. بالنسبة للكاتب الجزائري عمر مزري، يُشير مُصطلح التمكين إلى الأقلمة الإقليمية بالمعنى القرآني. ويترجم أحياناً بـ“التثبيت” و“التمكن”، الكلمة، وفقاً لعمر مزري، يُمكن فهمها بمعنى أوسع: إعطاء الأمة الإسلامية السُلطة والوسائل والقدرات للاستقرار على إقليم ما وممارسة دعوته فيه بلا منافس، بلا قمع، بلا حد آخر غير تلك التي يُحددها الدين أو أعضاء المجتمع - حيث ترك لهم الدين المجال حُراً.
بالنسبة لمنظري جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، فالتمكين هو المرحلة الأخيرة من الجهاد: فهو إقليم حيث لا تُطبق إلا الشريعة وحيث لا يخاف جهاديوها أحداً. هذا هو الهدف طويل المدى لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين - وفقط حينها يُمكن تطبيق الحدود ضد السكان. وبالنسبة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، لن يتحقق هذا الانتصار دون الهزيمة الكاملة للسُلطات الحالية، والقضاء على الديمقراطية ومؤسساتها لتُفسح المجال لإمارة إسلامية تحكمها الشريعة.
وإجابة عن اتهامات التساهل في مجال تطبيق الحدود على السُراق والزُناة وقُطاع الطُرق الكبار، قال قاضي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين البُخاري الأنصاري في خطبة من يناير/كانون الثاني 2020: “لماذا لا تُطبقون الشريعة؟ لماذا لا تقطعون أيدي السُراق؟ لا تجلدون الزُناة؟ هذا يُفسر بالتمكين. ما هو التمكين؟ هو امتلاك السُلطة والقوة على إقليم تُهيمن عليه أنت وحدك، تُسيطر عليه لتُطبق فيه شريعة الله. لا شيء يتحرك فيه أو يحدث بدون موافقتك. ومن الواضح أن المجاهدين لم يبلغوه في مالي”.
تصوران مختلفان للخلافة القادمة
حتى لو كانت تُسيطر على مساحات واسعة، تُقدر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أنها لم تبلغ بعد المرحلة الأخيرة من التمكين بمعنى “السُلطة الوحيدة” على هذه الأراضي لتُطبق فيها الحدود، ما يفسر اختيارها لمقاربة “ناعمة” مع السكان، مُوجهة برغبة السيطرة على انحرافات مُقاتليها والتهديدات الأخرى. في هذا الموضوع، حذر القاضي البُخاري الأنصاري مجاهدي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في نفس خطبة 2020: “بعض المجاهدين يعتقدون أن حمل السلاح غاية في حد ذاته. يسمحون لأنفسهم بالتدمير والافتراء وأخذ ما لا يملكونه بالقوة، متجاهلين أن هذه الأفعال يُمكن أن تضر بقبول جهادهم”.
على العكس، فالتمكين مذهب مركزي لتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل متزامن مع تطبيق العقوبات. يعتبر منظّرو التنظيم الحدود وسيلة لتحقيق التمكين، أي تحديد إقليم معيّن وتثبيته وجعله مستقلاً ذاتياً، ومن هنا جاء الإعلان منذ البداية عن إقليم أُطلق عليه اسم “الدولة الإسلامية”. بالنسبة إليهم، يجب ألا ينتظر التمكين تحرير كامل الإقليم ويجب أن تتعايش الدولة الإسلامية مع الدول الديمقراطية. شرح ذلك أبو إبراهيم، أمير تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل في بوركينا فاسو، في 2022 في تسجيل صوتي مُترجم من الفولفولدي: “يُمكن أن يُقسم البلد إلى جزأين: دار الإسلام ودار الكُفر. تُشير دار الإسلام إلى أي منطقة إسلامية يُطبق حُكامها ورجالها الأقوياء الشريعة الإسلامية. وتُشير دار الكُفر إلى أي منطقة حُكامها ورجالها الأقوياء يُطبقون شريعة الكُفار”.
في الواقع، بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل، يتضمن التمكين تطوير قدراته، والبحث عن موارد حيوية ووضع مؤسسات أساسية لمواجهة التهديدات من أجل التغلب عليها بسهولة. يمر هذا بإقامة خلافة كوسيلة لتحقيق هذه التطلعات. ويجب وضع جميع الوسائل لهذا الهدف. لهذا السبب لا يتردد تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل في القيام بمذابح للمدنيين، كما في تيليا (النيجر، إقليم تاهوا)، في 2021، أو في المناطق الجنوبية لمينكا، في 2022. علاوة على ذلك، يعتبر تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل أنه بلغ مستوى التمكين منذ انتصاره على جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتحالف جماعة الدفاع الذاتي لطوارق إمغاد وحلفائها-حركة خلاص أزواد، في أبريل/نيسان 2023. ووضع منذ ذلك الحين آليات تثبيت في المساحة الممتدة من دائرة تيدرمين (إقليم مينكا)، في مالي، إلى حافة أبالا (إقليم تيلابيري)، في النيجر.
تمر هذه الآليات بدعوة للسكان، وإعادة تأهيل البنى التحتية ومُحاربة الإجرام. وإذا كانت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تصبر تتحلى بالصبر قبل التمتع بالسيطرة الكاملة على مناطق انخراط جهادها، يعتبر تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل، على العكس، أن العثور على إقليم ما وإدارته، هو أهم خطوة في بناء الخلافة، وأنه تتويج لـ“عمله الجهادي”.
1في أكتوبر/تشرين الأول 2020، كان ثلاثة على الأقل من كوادر تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل، بمن فيهم دادي ولد شعيب المعروف باسم أبو الدرداء، من بين 200 سجين أفرجت عنهم باماكو.
2برنامج هارموني، مركز مكافحة الإرهاب، الميثاق الدستوري لتنظيم القاعدة، 2024، المرجع:AFGT-2002-600175، ص 2.
3مكتبة الهمّة، “هذه عقيدتنا وهذا منهجنا”، مطابع الدولة الإسلامية، 2014، ص 5.
4نفس المصدر.
5“ولاية الساحل التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية”، مشروع “بياناتِ مواقعِ النزاع المسلح وأحداثه” ، 13 يناير/كانون الثاني 2023.
6شهدت معركة تالتاي في سبتمبر/أيلول 2022 مواجهة بين تنظيم الدولة الإسلامية من جهة، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وحركة أنصار الدين من جهة أخرى، حتى إن لم يكن هذا التحالف التكتيكي خاضعاً لتنسيق عسكري محكم.
7رسائل سرية من أبو مصعب عبد الودود موجهة إلى مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عثرت عليها وترجمتها وكالة أسوشيتد برس
8أكبر وأقوى وحدة عسكرية تابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، تنشط في منطقة دلتا النيجر بوسط مالي ويقودها الداعية أمادو كوفا.