إعلام مستقل عن العالم العربي

اجتمعت ثماني وسائل إعلام مستقلة متخصصة في العالم العربي لأول مرة في مايو/أيار 2016 في مرسيليا، وأطلقت مشروع تعاون فيما بينها. من هنا وُلدت للعمل معًا على مواضيع أساسية، ولمشاركة المهارات بهدف مواجهة التحديات الهيكلية التي تواجهها المنطقة.

تتواجد معظم وسائل الإعلام العضوة في هذه الشبكة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وتواجه كل واحدة منها، في بلدها، صعوبات سياسية أو اقتصادية. لقد تراجعت حرية الصحافة في هذه المنطقة بشكل حاد. لكن على الرغم من بيئة مليئة بالعقبات، اختارت وسائل الإعلام هذه، التي نشأت في معظمها بعد الثورات العربية لسنة 2011، الاستقلال السياسي والاقتصادي، وأن تكون صحافة حرة مجانية على الإنترنت متاحة للجميع، ولها في الأخير خط تحريري تقدمي.

ومن أجل المساهمة في تطوير وسائل الإعلام هذه واستدامتها وتنظيم مساحة شبكية عابرة للحدود الوطنية، قرر موقع “أوريان 21” المشاركة في هذا المشروع التعاوني. وفي هذا الإطار، وبعد اجتماعات عديدة في باريس، تمكن أعضاء الشبكة من تنفيذ أنشطة مختلفة، كمنشورات مواضيعية مشتركة، وإقامات للصحفيين ودورات تدريبية.

بين عامي 2018 و2022، أعد موقع “أوريان 21” ملفات للنشر، حول مواضيع تتراوح بين مشاكل متعلقة بالمياه وقضايا اللغة العربية وإحياء الذكرى العاشرة لثورات 2011. تنقسم أنشطة النشر إلى عدة مراحل: لقاءات (في باريس وتونس وعمان وبيروت والجزائر على وجه الخصوص) من أجل توسيع المعرفة والتفكير في المواضيع من زوايا مختلفة ؛ التحقيقات الميدانية التي أجراها صحفيو الشبكة؛ نشر الملفات المواضيعية عبر الإنترنت من قبل جميع وسائل الإعلام، وأخيرا عقد مؤتمر مفتوح لعامة الناس. ويُعدّ حجر الزاوية في هذا المشروع نشرَ معلومات عالية الجودة تم التعامل معها من وجهات نظر مختلفة ومتاحة للجميع.

كما تم تنظيم دورات تدريبية للصحفيين مع إيلاء اهتمام خاص للتعاون بين الأعضاء المقيمين في الجنوب، إذ يتمتع كل عضو من أعضاء الشبكة بقدرات خاصة يمكن للآخرين التعلم والاستفادة منها. وتتراوح هذه القدرات بين النشر والتحقيق ودراسة النماذج الاقتصادية القابلة للتطبيق.

لإطلاق هذا المشروع، تلقى موقع “أوريان 21” الدعم المالي من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، ومن مؤسسة فرنسا (La Fondation de France)، ومن مؤسسة دعم الإعلام الدولي (International Media Support). الشركاء التنفيذيون للمشروع هم قناة فرنسا الدولية (CFI)، واللجنة الكاثوليكية لمكافحة الجوع والتنمية (CCFD – Terre Solidaire)، ومعهد البحوث حول المغرب المعاصر.

وفي أبريل/نيسان 2023، تلقى المشروع دعمًا جديدًا من الوكالة الفرنسية للتنمية ومؤسسة فرنسا لمواصلة أنشطته واستكشاف أشكال جديدة للتعاون.

أعضاء الشبكة:

ـ حبر، وسيلة إعلامية عبر الإنترنت تأسست بعمان سنة 2007. ينشر هذا الموقع الإعلامي مقالا واحدا في اليوم باللغتين العربية والإنكليزية، ويغطي بالأساس أخبار الأردن. ويرغب موقع “حبر” في توسيع تغطيته الإعلامية لتشمل شمال إفريقيا وكل الشرق الأوسط.

ـ بدأ السفير العربي نشاطه كملحق أسبوعي لصحيفة السفير اللبنانية اليومية، ويغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يتميز خطه التحريري بمقالات ذات جودة عالية حول مواضيع فريدة. ينشر “السفير العربي” خمس مقالات في الأسبوع باللغة العربية كما يقترح صفحة باللغة الفرنسية وأخرى بالإنكليزية.

ـ باب الماد، وسيلة إعلامية حصرية على الانترنت، أنشئت في 2001، وهي أول مجلة عبر الإنترنت خاصة بمجتمعات وثقافات البحر الأبيض المتوسط. يعرض الموقع محتويات متعددة اللغات، من وجهات نظر متقاطعة حول مواضيع عرضية تخص ضفتي المتوسط: الهجرة، المجتمع المدني، الإبداعات المستقلة، إلخ، مع اهتمام خاص بإشكاليات الجندر الاجتماعي.

ـ مدى مصر، وسيلة إعلامية مصرية على الأنترنت تأسست في 2013، تغطي الأحداث المصرية باللغة العربية والإنكليزية. تم حجب الموقع في مصر لكن يمكن الوصول إليه من الخارج. وهو أحد آخر وسائل الإعلام المستقلة التي لم يتم توقيفها من طرف السلطات المصرية.

ـ مغرب إيميرجان (المغرب الكبير الناشئ) وراديو أم، وسيلتان إعلاميتان جزائريتان تعملان معا ضمن مجموعة “أنترفاس ميديا”. يعالج “مغرب إيميرجان” الأحداث الاقتصادية والسياسية للجزائر والمنطقة المغاربية. أما “راديو أم”، فهي أول محطة إذاعية على شبكة الإنترنت ذات تغطية إعلامية عامة، وتعالج مواضيع اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.

ـ ماشاء الله نيوز، وسيلة إعلامية عبر الأنترنت، تأسست سنة 2010 ومقرها بيروت. يتشكل الفريق من أربع رؤساء تحرير ولهم شبكة واسعة من المساهمين تسمح بتغطية إيران وتركيا أيضا. تقترح هذه الوسيلة الإعلامية طرق تحرير مبتكرة.

ـ نواة، مدونة تونسية تأسست سنة 2004 وتم حظرها حتى سنة 2011. يغطي الموقع الأحداث التونسية من خلال تحقيقات حول مواضيع محددة: الانتقال الديمقراطي، الشفافية، العدالة وحقوق الإنسان. وهي تنشر باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية.