استعدادات إسرائيلية مبكّرة سبقت عملية الغزو

حزيران 1967، حرب الأيام الستة التي لا تنتهي · باعتراف كبار الضباط الإسرائيليين لم تكن إسرائيل مهددة إطلاقاً بالتدمير في يونيو حزيران 1967، بل كانت رئاسة الأركان هي من حضر منذ زمن طويل مخططاً لغزو الضفة الغربية والقدس وغزة وسيناء والجولان. وقد فرضت هذا المخطط بشبه انقلاب على بعض الساسة الذين كانوا ما يزالون مترددين في إعلان الحرب.

من اليسار الى اليمين: رئيس الوزراء ليفي أشكول وييغال آلون وجنرالين إسرائيليين خلال تفقد القوات المستنفرة في النقب بتاريخ 25 مايو/أيار
المكتب الإعلامي الحكومي الإسرائيلي (GOP)

بعد مضي يومين على انتهاء حرب يونيو /حزيران 1967 صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي العمالي ليفي اشكول قائلا: “كان وجود إسرائيل على كف عفريت غير أن آمال القادة العرب في القضاء عليها ذهبت أدراج الرياح”1 هذه الأطروحة التي تتحدث عن كون إسرائيل مهددة مع سكانها بالزوال كانت هي أصل “الحرب الوقائية” التي قادتها الدولة اليهودية ضد جيرانها العرب. فبعد تبدد الادعاء الأولي للإسرائيليين القائل بأن المصريين هم الذين بدؤوا الحرب أصبحت أطروحة “التهديد الوجودي” الحجة السياسية والدبلوماسية الدائمة لإسرائيل لتبرير هجومها.

غير أنه بعد خمس سنوات من ذلك قامت مجموعة من الجنرالات الإسرائيليين بدحض هذا الادعاء بشكل قوي وعلني. وكان قائد الأركان المساعد السابق عيزر وايزمان أول من أعلن على الملأ: “إن أطروحة الإبادة هذه لم تكن مطروحة في أي اجتماع جدي”. (هآريتس: 29 آذار/ مارس 1972). هذا ما أكده الرجل الذي أصبح فيما بعد رئيس دولة إسرائيل. وبعد أربعة أيام من ذلك جاء دور حاييم هيرتزوك قائد المخابرات العسكرية السابق وأيضا رئيس دولة فيما بعد ليصرح بأنه: “لم يكن هناك أي خطر إبادة. والقيادة العامة للجيش الإسرائيلي لم تؤمن بذلك أبدا” (معاريف 4 نيسان/أبريل 1972). وجاء أخيرا دور قائد الأركان نفسه الجنرال حاييم بارليف، الذي خلف في الوظيفة إسحاق رابين، ليفصل في الموضوع: “لم نكن مهددين بالإبادة عشية حرب الستة أيام ولم نفكر أبدا في ذلك الاحتمال”. (نفس المرجع السابق).

ولقد لخص الجنرال ماتي بيليد قائد الخدمات اللوجيستية بصفة حاسمة آراء هؤلاء الجنرالات: “الادعاء بأن القوات المصرية المتمركزة في الحدود كان بإمكانها تهديد وجود إسرئيل هي استهانة ليس بذكاء أي شخص له قدرة على تحليل هذا النوع من الأوضاع فحسب بل إهانة للجيش الإسرائيلي”. وأضاف: “كل تلك القصص حول الخطر الهائل الذي كنا نواجهه (...) لم تدخل أبداً في حساباتنا قبل بدء القتال”[آمنون كابيليوك، نفس المصدر المذكور أعلاه]. وللعلم، عندما يستعمل هؤلاء الجنرالات عبارات “نحن” أو “حساباتنا” فهم يشيرون بالطبع إلى قيادة الأركان.

وتعود هذه التصريحات إلى سنة 1972 في وقت كان الجيش الإسرائيلي في نشوة انتصاره الكبير والخاطف سنة 1967 وإحساسه بأنه لا يقهر. قد يكون الجنرالات الذين تكلموا قد بالغوا جزئيا بالثقة التي كانت سائدة بينهم عشية الحرب. فهم يتجاهلون مثلا أن إسحاق رابين كان يخشى إمكانية وقوع “عشرات الآلاف من القتلى الإسرائيليين2 في حالة نشوب حرب”. ومع ذلك فقد كانوا يعبرون بصفة أساسية عن حقيقة تتمثل في أنه قبل يونيو/حزيران 1967 كان لدى كل جنرالات إسرائيل ثقة شبه مطلقة بانتصارهم القادم. ولم يكونوا وحدهم، فجون هادن قائد فرع المخابرات الأمريكية بتل أبيب كان يرى بأنه في حال وقوع حرب مع الجيران ستنتصر إسرائيل “في ستة إلى عشرة أيام، وكان مقتنعا بذلك”3 كما كتب المؤرخ توم سيغيف. وكانت المخابرات المركزية الأمريكية قد أخبرت واشنطن بذلك وساهمت هذه القناعة بقوة في التأييد النهائي الذي أعطاه الرئيس الأمريكي ليندون جونسون للهجوم الإسرائيلي بعد أن كان لمدة طويلة يعرب عن تحفظات كبيرة حول اللجوء إلى “الحرب الوقائية”.

توسيع حدود إسرائيل

السبب الذي جعل الجنرالات الإسرائيليين واثقين إلى هذا الحد كان موضوع فصل كامل من كتاب “حرب الستة أيام” (The Six -Day War (Yale University Press, 2017) الذي صدر مؤخرا للمؤرخ الإسرائيلي غي لارون. ففي 1972 عندما قام هؤلاء الجنرالات بكشف الستار عن أسبابهم الحقيقية في إعلان الحرب صرح مردخاي هود الذي كان وقتها قائدا لسلاح الجو ـ والذي قامت قواته بالقضاء على الطيران المصري والسوري والأردني في وقت لا يتعدى الساعة بقليل صبيحة 5 حزيران/ تموز 1967 ـ قائلا: “خططنا لمدة 16 سنة للذي تم خلال هذه الثمانين دقيقة الأولى. كنا نعيش مع هذا المخطط، ننام معه ونأكل معه. ولم نتوقف عن تحسينه”4 هذا التحضير الدقيق وأسبابه هو موضوع العرض المقدم في كتاب لارون وعنوان الفصل المخصص له لا لبس فيه :“توسيع حدود إسرائيل”5 .

على مدى 13 صفحة كثيفة يفصل المؤرخ كيف قامت قيادة الأركان الإسرائيلية تقريبا غداة حرب 1948 بالتحضير الدقيق لتوسيع حدود إسرائيل. عندما وصل ليفي أشكول رئيس الوزراء إلى الحكم سنة 1963 التقى قائد الأركان تسفي تسور الذي شرح له أنه يتعين تقوية القدرة العسكرية للبلاد بحيث يكون في مقدور إسرائيل خلال الحرب المقبلة، الآتية لامحالة، مع جيرانها، “غزو سيناء والضفة الغربية وجنوب لبنان”6 وقد أكد ذلك مساعده إسحاق رابين. ويقول عيزر وايزمان قائد سلاح الجو ذلك باستعلاء أكبر: “من أجل أمنه كان على الجيش توسيع الحدود سواء توافق ذلك مع توجه الحكومة أم لم يتوافق.” وايزمان نفسه الذي كان مقربا من حزب حيروت المنادي التاريخي بإسرائيل الكبرى نصح الحكومة في أن “تفكر جديا في إعلان حرب وقائية” خلال الخمس سنوات القادمة. كما حذر جنرال آخر هو يشيعياهو غابيش أنه إذا تمت الإطاحة بالحسين ملك الأردن فيتعين على إسرائيل احتلال الضفة الغربية فورا.

تفاجأ أشكول، ولكن في الواقع لم يقم هؤلاء الضباط سوى “بترديد مفاهيم تم تشكيلها سابقا في الخمسينيات”. كما يشرح ذلك لارون الذي قدم أمثلة عديدة عن كون كل دوائر رئاسة الأركان تشربت خلال 15 سنة فكرة أن حدود الدولة المنبثقة عن وقف اطلاق النار الموقع في 1949 مع الجيوش العربية هي حدود غير قابلة للحماية. وابتداء من 1950 عمل قطاع التخطيط بالجيش على وضع حدود أخرى أكثر أمنا. وقد استهدفت الدراسة ثلاث “حواجز جغرافية”: نهر الأردن قبالة الأردن وهضبة الجولان قبالة سوريا ونهر الليطاني في جنوب لبنان. هذه الحواجز الثلاث كانت تشكل في منظور العسكريين المجال الإستراتيجي الحيوي لإسرائيل حسب تعبيرهم. وقد أضيفت سيناء في وثيقة أخرى في 1953 قصد تمكين إسرائيل ... من موارد بترولية ومعدنية.

في 1955، سنة قبل العدوان الثلاثي على قناة السويس التي تمت بالاشتراك مع الفرنسييين والبريطانيين [ إسرائيل والمملكة المتحدة وفرنسا اتفقت على عملية عسكرية لاسترجاع قناة السويس الذي أممها الرئيس المصري جمال عبد الناصر بل والإطاحة به أيضا. العملية فشلت] شرح قائد الأركان موشي دايان أنه لن يكون لإسرائيل أية صعوبة في إيجاد حجة للقيام بهجوم على مصر. “يجب أن نكون مستعدين لغزو قطاع غزة والمناطق المجردة من السلاح ( في الحدود مع مصر وسوريا) حتى مضيق تيران، ويجب أن نفكر في خطة ذات ثلاث مراحل نصل في المرحلة الثانية منها إلى قناة السويس وفي الثالثة إلى القاهرة. وتطوير المراحل الثلاث أو واحدة منها فقط مرهون بالطريقة التي تحدد بها أهداف الحرب”. أما بخصوص الأردن فكان يشير مخططه إلى “مرحلتين: تتمثل الأولى في الوصول إلى خط الخليل والثانية هو غزو ما تبقى من الأرض حتى نهر الأردن”.

وأضاف بأن “لبنان، هو الأخير في قائمة أولوياتنا ولكن يمكننا أن نصل حتى نهر الليطاني. وفي سوريا الخط الأول الذي يتعين الوصول إليه هو هضبة الجولان والثاني دمشق”. في 1960 قام إسحاق رابين، الذي أصبح جنرالا، بصياغة مذكرة مفصلة عن طريقة تطوير الجيش قصد كسب أراضي جديدة خلال حرب قادمة. وفي أبريل/ نيسان 1963 في وقت اندلعت فيه بالأردن أعمال شغب أشار موشي دايان الذي كان وزيرا للزراعة ونائب وزير الدفاع شمعون بيريز على رئيس الوزراء دافيد بن غوريون بأن الإطاحة بالملك الهاشمي “يعطي لإسرائيل ذريعة لغزو الضفة الغربية”.

مخطط الغزو والاحتلال تم طبخه على نار هادئة

هذه الحالة الذهنية المتمثلة في غزو أراض جديدة لتوسيع الحدود وعلى الخصوص “إكمال العمل” الذي لم يتم مع حرب 1948 أي الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة لم تكن موضوع مخططات غزو فحسب بل كانت مصحوبة بتحضير سياسي لما بعد الغزو لتأكيد عدم استعداد إسرائيل، حتى بعد حرب يفترض أنها “دفاعية” بحتة، التخلي عن غنائمها. وهكذا فبعد أربع سنوات من الحرب “الوقائية” في حزيران/ يونيو 1967 أمر النائب العام للجيش الإسرائيلي مئير شمغار (الذي أصبح فيما بعد رئيس مجلس القضاء الأعلى مابين 1983 ـ 1995) بالبدء في الإعداد لنظام قانوني تطبقه إسرائيل في حالة غزو أراض جديدة. وقد ألقيت محاضرات حول القضاء العسكري في الأراضي المحتلة أمام صفوف الضباط وضباط الاحتياط في الجيش الاسرائيلي ابتداء من صيف 1963 كما أورد ذلك لارون. وفي ديسمبر 1963 قامت رئاسة الأركان بتعيين الجنرال هيرتزوغ على رأس الوحدة الخاصة المكلفة بتحضير احتلال الضفة الغربية7. ومنذ ذلك الحين، كما أشار لارون، أدخلت المدرسة العليا للدراسات العسكرية الإسرائيلية موضوع الإدارة العسكرية لسكان الأراضي المحتلة ضمن مناهجها الدراسية وقد طبع كتيب في هذا الغرض للمسؤولين القائمين على هذا النشاط. “وتم طبع العديد من نسخ هذا الكتيب ليكون ضمن العدة التي ترافق القضاة والنواب العامين العسكريين مع بداية الاحتلال”. كما كتب لارون.

مع ذلك ففي يونيو/حزيران 1967 كانت فكرة توسيع الحدود تبدو مقتصرة في إسرائيل على تيارين سياسيين، من جهة اليمين الوطني الذي لم يتخل عن حلم إسرائيل الكبرى “على ضفتي نهر الأردن” ومن جهة أخرى المجموعة الأكثر تعصباً لاكتساب الاراضي في الحركة العمالية والمسماة بآحدوت هعافودا، أي الوحدة العمالية، والتي لم تقبل أبدا بتقسيم فلسطين. وقد بقي هاذان التياران يشكلان معا أقلية. أما الحكومات الإسرائيلية ذات الغالبية العمالية فكانت تنقسم تقليديا بين “الصقور” و“الحمائم” في مواجهة المحيط العربي. ولقد كان رئيس الوزراء دافيد بن غوريون يعتبر حكماً من الصقور ولكن مع نزعة براغماتية. بالمقابل وذلك ما يوضحه لارون كانت فكرة “استرجاع” أراضي فلسطين التي لم يتم غزوها في 1948 بالقوة وبصفة عامة “توسيع” حدود إسرائيل حاضرة على مستوى قيادة الأركان وبشكل مستمر بين 1948 و19678 والجدير بالملاحظة أن قيادة الأركان كانت تحوي عدداً مفرطاً من ممثلي تيار آحدوت هعافودا العمالي. وكان الجنرالات الإسرائيليون يسمون متهكمين فيما بينهم قدامى السياسيين الصهاينة ب“اليهود” حيث تشير العبارة في أعينهم إلى “الضعف” المتأصل للذين احتفظوا بذهنية الخوف ليهود الشتات (دياسبورا). وبالمقابل كان هؤلاء السياسيين يطلقون على هؤلاء الجنرالات الشباب لقب “البروسيين” .

انقلاب العسكر على السياسة

قد يكون من الطبيعي في أي رئاسة للأركان أن تستعد أقسام التخطيط لكل الاحتمالات، الواردة منها أو المستبعدة، غير أن هاجس مخططات الغزو الإسرائيلي ومنطقها وتحسينها المستمر (فمثلا ترتيبات إجلاء سكان الضفة الغربية والجولان بواسطة حافلات وشاحنات كانت جاهزة تماماً في يونيو /حزيران 1967) كان مستمراً بدون أدنى شك كما قال الجنرال هود فقيادة الأركان عاشت وأكلت ونامت فعلاً لمدة عقدين من الزمن تقريبا مع هذا المخطط لتوسيع الحدود “دون التوقف عن تحسينه”. وبلا شك كان هذا المخطط حاضرا بقوة عندما قام الجنرالات الإسرائيليون ـ وعلى الخصوص ابتداء من 23 مايو/أيار 1967 تاريخ إعلان مصر غلق مضيق تيران والذي اعتبرته إسرائيل إعلان حرب ـ بممارسة ضغط مستمر متعدد الجوانب على الحكومة ورئيس الوزراء ليفي أشكول لكي يسمحا بشن حرب وقائية.

هذه الضغوط التي دامت 12 يوما قبل الهجوم الإسرائيلي تم توثيقها بشكل واسع فيما بعد. فرئاسة الأركان وعلى رأسها رابين كانت تؤكد على ضرورة تحرك إسرائيل وإلا فستتعرض “قدرتها على الردع”9 لضرر فادح. أما الجنرال آريال شارون الذي كان متيقنا من النصر فصرح بأنه لا يمكن للحكومة أن تفوت “الفرصة التاريخية” لتوسيع مساحة البلاد. واقترح الجنرال ايغال آلون وهو عضو في الحكومة وقائد آحدوت هعافودا “ابتداع ذريعة” للهجوم. وأمام تردد اشكول الذي كان يريد ضمان دعم أمريكي جاءه الجنرال وايزمان مؤنبا علنا في عز إفطار يوم أول يونيو/حزيران: “اشكول، اعط الأوامر ببداية الحرب (...) لدينا جيش قوي لا ينتظر إلا أمرا منك، اعطنا الأمر بالذهاب إلى القتال وسننتصر”. وقام الجنرال هود بتسديد الضربة القاضية مؤكدا: كلما أسرعنا بالتحرك كلما كانت خسائرنا أقل. في 2 يونيو/حزيران رضخ اشكول لما سماه لارون “انقلابا عسكريا خاطفاً من الطراز الإسرائيلي بامتياز” .

دخل مناحيم بيغن قائد الوطنيين المتطرفين إلى الحكومة كما دخل موشي دايان أشد المدافعين عن الحرب الفورية. وأكد على الفور: “في يومين سنكون في القناة” (السويس). وفي أربعة أيام كان الجنرالات أيضا في القدس ونهر الأردن وفي الستة أيام في الجولان. وسريعا كانت هناك صورة في الصفحات الأولى لجرائد العالم: دايان بالبذلة العسكرية ورابين مصحوبان بالجنرال عوزي ناركيس، والثلاثة يدخلون المدينة القديمة بالقدس. وخلص غي لارون: "كانت حرب الجنرالات وكانوا هم الذين ربحوها10 وقد تمت مكافأتهم على ذلك: ارتفعت ميزانية الدفاع في الدخل القومي الإسرائيلي إلى أربعة أضعاف بين 1966 و 1970 لتقفز من 6,4 % إلى 2 24,7% ...

1ذكره آمنون كابيليوك “هل كانت إسرائيل مهددة بالإبادة حقا؟” لوموند 3 يونيو / حزيران 1972

2حديث مع وزير الحزب الصهيوني الديني زيره ورهفتيغ في توم سيغف، 1967، دار دو نوال 2007 ص 320

3نفس المصدر ص 285

4ها آريتس 29 مارس 1972.

5غي لارون، المذكور أعلاه ص 105 حتى 117 . كل المعطيات والاقتباسات التالية أخذت من هذه الصفحات

6في كتاب 1967 (ص 200) يشير سيغيف أن تسور اقترح الانطلاق في هذه الغزوات “حالما تتوفر الفرصة”

7أصبح هيرتزوغ في 1967 أول حاكم عسكري للضفة الغربية

8يرى لارون بصفة عامة أن حرب 1967 فرضت في إسرائيل كما في الجانب العربي من طرف المستوى العسكري على السلطة العسكرية.

9مقتبسات هذه الفقرة مأخوذة كلها من توم سيغيف المذكورة أعلاه من ص 273 إلى 373

10المذكور أعلاه ص 296