الانتخابات الفرنسية. شرخ في صفوف يهود فرنسا حول شخصيّة إريك زمّور

يتسبب الترشح المحتمل للانتخابات الرئاسية الفرنسية لإيريك زمور، المؤيد لنظرية “الاستبدال العظيم” العنصرية، في انقسام في صفوف الطائفة اليهودية الفرنسية. مجاهرة عدد منهم برغبتهم في التصويت له يثير استياء شخصيات يهودية عامة. ويمكن النظر إلى هذا الموقف على أنه أمر عابر، أو أنه نتيجة لأخطاء تحليلية بخصوص رهاب الإسلام والدعم الدائم للسياسات الإسرائيلية.

ملصق دعائي لحكومة فيشي تحت قيادة المشير فيليب بيتان.
museedelaresistanceenligne.org/

“لتكن شهادة للذاكرة”. بهذه الكلمات يختتم المحامي باتريك كلوغمان فقرته “المزاجية” بتاريخ 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021 على الإذاعة المجتمعية للصندوق الاجتماعي اليهودي الموحد، وكان موضوعها “إريك زمور ومسألة اليهود”. يتأسف كلوغمان من كون بطل اليمين المتطرف الفرنسي يعرّف نفسه كيهودي".

يثير خطاب زمور العنصري وهوسه المعادي للعرب والمسلمين وشعبيته المتزايدة لدى جزء من اليهود الفرنسيين، قلق الاستاذ كلوغمان وغيره مثل المؤرخ اليهودي سيرج كلارسفيلد وابنه المحامي أرنو كلارسفيلد الذي يحمل كذلك الجنسية الإسرائيلية. جميعهم ناشدوا اليهود في مقال نشر بجريدة “لوموند” في 11 يوليو/تموز 2021 “للنأي بأنفسهم عن اليمين المتطرف”.

يأسف كلوغمان لرؤية مواطنين “يعرّفون أنفسهم كيهود يدعمون زمّور”، وأن يسمع منهم: “رغم كل شيء، إنه يقول بعض الحقائق”، ذلك أن “لا شيء باستثناء مولده يربط إريك زمّور باليهودية”، وفق هذا المحامي الذي هو أيضًا عضو في اللجنة المديرة للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF)، وسبق أن ترأس اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا (UEJF). كما أنه لعب دورًا بارزًا ضمن الحزب الاشتراكي الفرنسي كنائب للعلاقات الدولية في بلدية باريس من 2014 إلى 2020. وكان هذا الصديق المقرب لرئيس بلدية باريس السابق بيرتراند ديلانوي، ثم رئيسة البلدية الحالية والمترشحة للانتخابات الرئاسية آن هيدالغو، أحد مخططي فعالية “تل أبيب على نهر السين” في الكواليس، سنة 2015، والتي أثارت جدلا شديدا لاحتفائها بالمدينة الإسرائيلية في قلب العاصمة الباريسية.

ينتمي كلوغمان إلى معسكر المؤيدين -المتعَبين إلى حد ما- لإسرائيل، ويذكّر دائما بتاريخه كناشط ضد للعنصرية -فقد كان عضوا في جمعية مناهضة للعنصرية قريبة من الحزب الاشتراكي- واشمئزازه من رهاب الإسلام المتنامي لدى جزء من الرأي العام، بما في ذلك اليهودي، على عكس غيره من الزملاء المعروفين على الصعيد الوطني مثل المحامي جيل ويليام غولدنادل المعادي المعلن للإسلام والناشط المؤيد بشدة للمستوطنات الإسرائيلية والذي يميل أكثر فأكثر لصالح زمّور.

أصاب كلوغمان بتقديم هذه الفقرة المزاجية، فقد لمس فعلا وترا حساسا. هو مثلي أنا ومثل العديد من الأشخاص حولي، لدينا أقارب وعلاقات لا يرون حرجا في فكرة التصويت لزمّور، على الرغم من كونهم يهودًا، بل على العكس. ما يثير المشاجرات والتوترات أو التنهدات الجبانة نوعا ما.. هناك جزء كامل من يهود فرنسا يخفون وجوههم خجلا عندما يعرفون أن إحداهن أو ذاك يشيد بـ“الأفكار الجيدة” لغير المعلن ترشحه والمثير للغثيان. وقد بات التعبير عن دعمهم لزمّور في دائرة الأسرة والطائفة خطوة جديدة يتم اجتيازها، ولا يسعنا فعلا أن نعرف على وجه اليقين ما إذا كان الأمر مجرد نزوة عابرة أم زلزالًا عميقًا.

على الرغم من كون هذا الخبر محبطا جدا في حد ذاته، لا يجب أن ننسى أن الأمر ليس وليد الأمس، ففي عام 2016، دفع أكثر من 1200 شخص مراسيم محاضرة لزمّور في كنيس باريس الكبير برفقة الحاخام الأكبر جيل بيرنهايم، حيث أشاد المحاضر بشخصية المشير فيليب بيتان، القائد الفرنسي الذي استسلم لهيتلر في بداية الحرب العالمية الثانية وساهم في ترحيل اليهود إلى مراكز القتل. من خلال هذا الحدث، تم منح زمّور، للأسف الشديد، تَكْرِيسا جزئيا.

“الفرصة الأخيرة قبل المنفى”

أنصار زمّور اليهود وهم في الغالب من المتقاعدين (ولكن ليس دائمًا) والمتابعين حتى الثمالة للقنوات الإخبارية على مدار الساعة ذات الخط التحريري اليميني المتطرف والتي سارعت في منح تغطية كبيرة للمرشح المفترض، خرجوا إلى العلن منذ أن تصاعد الصخب في وسائل الإعلام -أو بالأحرى في وسائلهم الإعلامية. فمثلا قدمت نويمي حليوة، وهي رئيسة تحرير مكتب باريس للقناة الإسرائيلية “آي 24 نيوز”، نوعا من الولاء لزمّور في 27 سبتمبر/أيلول -وهي تعرف جيدا بلا شك ميولات متابعيها- على موقع مجلة “كوزور” اليمينية المتطرفة. وقد كتبت الصحفية: “منذ عدة أسابيع، وبعد الصلاة في كنيس المجلس اليهودي، تحول المعارك الفكرية إلى المجابهة وحتى إلى الشتم، فالبعض يقول:”ألا تخجل من نفسك؟ هل تريد حقا التصويت لصالح شخص يدافع على المشير بيتان؟!“، بينما يؤكد آخر:”زمّور مخلصنا الذي وضعه الله في طريقنا للدفاع عنا!“. وتتابع الصحفية قائلة إنه بالنسبة للعديد من يهود شمال إفريقيا من الطبقة العاملة،”يجسّد زمّور “الفرصة الأخيرة” قبل المنفى. إنه حصن ضد الزوال، أفق لحياة جديدة محتملة تستحق غض الطرف عن بعض التجاوزات". غض الطرف، إنه فعلا تلخيص جيد لما نعيشه.

ثم تنطلق الصحفية في مدح ذلك “الرجل الذي يرفض الخانات المسبقة وضغوط الجماعات وجماعة القصر، والذي نأى بنفسه دائما عن إظهار ردود فعل قَبَلية”، مثل “الرقص على الموسيقى الشرقية في الأعراس كما هو معتاد بين السفارديم”. في المقابل، لا يمتنع زمور عن الغداء في المدينة، وهي عادة فرنسية جدا. وكما كشفت صحيفة “لوموند”، لا يرى زمّور حرجا في تناول الغداء مع الرئيس السابق للحزب اليميني المتطرف “الجبهة الوطنية”، والذي حُكم عليه مرات عديدة بتهمة معاداة السامية، ولا الجلوس في مطعم برفقة ابنة النازي يواخيم فون ريبنتروب الذي تم الحكم عليه وإعدامه في نورمبرغ.

صحفية “آي 24 نيوز” ليست الوحيدة على هذا الخط، بل هناك وجه كثير الحضور في بلاتوهات التلفزيون وفي مجلة “كوزور” السابق ذكرها، وهو كاتب منتظم في موقع “فيغارو فوكس” التابع لموقع الجريدة اليمينية “لو فيغارو”، وهو المحامي المؤيد النشط لليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفا جيل ويليام غولدنادل، والذي يتطلع إلي زمّور بوَلَه.

هذا المهووس “باليسار المتطرف” على حد تعبيره شرح في 27 سبتمبر/أيلول بعد المناظرة بين مرشحه المفضل وجان لوك ميلانشون رئيس “فرنسا الأبية” اليساري أن على الأول “أن ينقل المعركة أكثر إلى معسكر اليسار المتطرف الشرير [...] فالإيديولوجيا اليسارية المتطرفة هي التي نجحت، عن طريق بتر العقل، في إقناع جزء كبير من النخب وقسم قليل من الشعب بأن المقاومة الوطنية ضد الغزو تذكّر بفترة العمالة مع النازية”. وبهذا، بات مدح زمّور لفيليب بيتان مسالة ثانوية. أهي مبالغة طفيفة؟ بيتان ذلك الرجل الذي يُذكِّر كلوغمان بأنه أمضى بيده ليجعل الوضع القانوني لليهود أكثر صعوبة.

“يهودي الإنكار”

حتى المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا عبّر عن قلقه إزاء شعبية زمّور، ما يعدّ مؤشرا عن حجم الظاهرة. فقد نشر في موقعه على الإنترنت في 20 سبتمبر/أيلول 2021 تدوينة عنوانها “زمّور، العقوبة المزدوجة لليهود الفرنسيين”. وقد كتب فيها يوناتان عرفي، نائب رئيس المجلس: “نحن كيهود لسنا مسؤولين بالطبع عما يقوله إيريك زمّور، ولكن يجب علينا الوقوف في طريق تصريحاته”. ويضيف رئيس المجلس نفسه فرانسيس خليفة: “لا ينبغي أن يذهب صوت يهودي واحد إلى المرشح المحتمل إيريك زمّور”. وقد أدان المؤرخ والباحث مارك كنوبل، وهو مدير دراسات لدى نفس المجلس، في مقالات عديدة ومنذ سنوات إيديولوجيا صانع “نهاية العالم” حيث يرى فيه “يهودي الإنكار” الذي يصل به الأمر إلى تبني عناصر لغوية من اليمين المتطرف المعادي للسامية بخصوص إذناب النقيب ألفريد دريفوس1. كما عبّر العديد من قادة المجموعة اليهودية عن قلقهم. يؤكد آرييل غولدمان، رئيس الصندوق الاجتماعي اليهودي الموحد، بأنه “يخجل أن يكون زمّور من نفس ديانته”. في حين يتموقع اتحاد الطلبة اليهود في فرنسا عن طريق رئيسته نويمي مادار في الصف الأمامي للتنديد بـ“أكاذيب” زمّور بخصوص “الحقائق التاريخية”.

وعلى الرغم من أنه ولد بمونتروي بالضاحية الباريسية، لم يخف زمّور أبدا جذوره كيهودي “من الأقدام السوداء”2 كما لم يخف دفاعه عن بيتان. في كتابه الأخير المعنون “لم تقل فرنسا كلمتها الأخيرة”، يرشح قلمه بالتلميحات والإيحاءات والتهكمات الكاذبة التي يروق للعنصريين والمعادين للسامية استعمالها للعب على الكلمات، حتى أقذرها. لن أكلّف نفسي عناء ذكرها هنا. يقول البعض بأن زمّور مسكون بـ“كره الذات”. قد يكون الأمر فعلا كذلك. لكن في الثلاثينيات من القرن الماضي، أيّد العديد من اليهود المندمجين -وكانوا في الغالب من قدماء المحاربين- العقيد فرانسوا دي لاروك الذي كان على رأس منظمة لقدماء المحاربين، والذي كان يدين “القيح اليهودي” والذي التحق ببيتان مواصلا عند بداية الحرب شتم اليهود. يقول المؤرخ ميشيل فيفيوركا لموقع “أوريان 21”: “ينتمي زمّور إلى عالم اليهود الجزائريين الذين صاروا فرنسيين بموجب مرسوم كريميو لعام 1870، والذين لم يعودوا كذلك تحت حكم بيتان الذي ألغى المرسوم سنة 1940. إنه متصالح مع كونه يهوديا، ولكنه يناسب جمهورا من الناخبين يعدّ الكثيرين من المعادين للسامية”.

غير أن الجدل الحاد حول زمّور يُبرز أيضا خطأين في التحليل. الأول، كما يقول ميشيل ويفيوركا، هو أنه “بالنسبة لجزء من النخبة المثقفة، بات المصدر الوحيد لمعاداة السامية في فرنسا من العالم العربي الإسلامي. كثيرة هي المواقف التي تشهد بعماها أمام استمرار معاداة السامية اليمينية المتطرفة، والحال أنها تعاود الظهور بشعارات لا علاقة لها بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني”.

أما الخطأ الثاني، فهو انعدام الوعي بالشرخ الذي يشهده المجتمع اليهودي الفرنسي والذي يقدّر بـ700 ألف نسمة. وقد تعمّق هذا الشرخ لا بسبب المسألة الدينية، بل خاصة بسبب الموقف من إسرائيل. أغلب يهود فرنسا قلقون بخصوص معاداة السامية، لكنهم منقسمون حول سياسات الحكام الإسرائيليين الأكثر فأكثر يمينية والمدعومين بثبات منذ 20 سنة من قبل المنظمات المجتمعية اليهودية. فالتوسع الاستيطاني والعنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي، كل ذلك شبيه بما توحيه نظرية “الاستبدال العظيم”، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نفتالي بينيت لم يخف أبدا مشاعره المعادية للعرب. فزمّور يعزف لحنا معروفا لدى جزء من المجتمع اليهودي القوي الحضور في المؤسسات الثقافية والدينية، والملتزم بقوة بدعم إسرائيل، حيث يعيش بعض عناصر هذا المجتمع بين البلدين. يقول مثقف يهودي معروف حرص على عدم كشف هويته: “إن العالم اليهودي مريض ويائس”، وهو يرى أن “الخطابات المضادة تبدو غير فعالة”.

“أن تكون يهوديا لا يجنبك الحماقة”

يقول مسؤول ديني في المنطقة الباريسية: “اعتاد الناس على العنف في إسرائيل، وعليه فإن العنف اللفظي لزمّور لا يخيفهم لأنه يتناسب أيضا مع ما نسمعه في باقي البلاد”. كما يضيف معبّرا عن خوفه: “إنه يقول بصوت عال ما يفكر فيه البعض بصوت خافت”. كما يقول مسؤول من الطائفة اليهودية: “الجزء الذي لا نراه عادة من الكنيس هو ذلك الذي يخشى الاعتداءات. يشعر المتدينون بعدم الارتياح، ويخشون ارتداء الكيبا، بل لم يعودوا يرتدونها حتى”. ويضيف أن الصعوبة تكمن في كوننا نتحدث عن “مشاعر شخصية جدا. يستعمل الناس نفس الكلمات ونفس الجمل ولهم نفس الأسباب التي يقدمها الفرنسي العادي. جميعهم يعبّر عن نفس القلق الوجودي. وبخرافاته حول فرنسا التي يدعي أنها مهددة بالموت، تطال ألسنة زمّور الجميع. وللأسف كونك يهوديا لا يجنبك الحماقة”.

يشارك هذان الرجلان الناشطان جدا في الحياة الاجتماعية للطائفة قلق حاخام مقاطعة إحدى الضواحي الشمالية الغنية لباريس، شالوم للّوش: “إن التهديد كبير وحقيقي، فهو يتعلق بالسلام والتعايش بين الأديان، ويتعلق بالوحدة الوطنية، إنه يتعلق بفرنسا”.

لا شك أن المواجهة محتدمة أكثر حول المعابد اليهودية. وقد ردّ زمّور بعد أن انتقده رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا قائلا: “لدي شعبية كبيرة عندما أذهب إلى الكنيس. أنصح السيد خليفة بأن يأتي معي وسنرى من يحظى بشعبية أكبر”. بل حتى أنه تجرّأ في 12 أكتوبر/تشرين الأول على وصف فرانسيس خليفة بأنه “الأحمق المفيد لآخر المعادين للسامية المتبقين في فرنسا”. وما كان ردّ خليفة إلا أن قال إن “زمّور هو اليهودي المفيد والقائد الجديد للتحريفية التاريخية في بلادنا”.

“مسار رجعي بائس”

تصريحات زمّور المنددة بدفن الأطفال ضحايا هجوم مدينة تولوز الإرهابي3 في إسرائيل، على غرار قاتلهم محمد مرّاح الذي دُفن في الجزائر على حد قوله -والحال أنه دفن في منطقة تولوز-، أحدثت استياء، بعد أن سبق ودعا إلى حظر الأسماء الأجنبية في فرنسا. وقد تهكم أحد المتحدثين الرئيسيين باسم اليمين الفرنسي الإسرائيلي النائب مايير حبيب على هذه الفكرة قائلا إنه “لن يتسنى لمايير حبيب على سبيل المثال أن يُدعى مايير حبيب”، ولكنه ندد بشكل خاص بالتصريحات “المخزية والفاضحة والدرامية” بخصوص مكان دفن أطفال تولوز. ووفقا للمسؤول الطائفي الذي تحدث إلينا فإن “كلام زمّور عن الأطفال اليهود ضحايا مرّاح الذين دفنوا في إسرائيل لم يُتقبّل، فقد صُدم منه كثيرون”.

هذا الهذيان الأخير لزمّور يثير غضب محدثنا. يبقى من الضروري إيجاد الرد الصحيح، وأيضا التساؤل عن نتيجة الدعم المستمر لليمين العنصري الأكثر تطرفا في إسرائيل، والخلط الذي يتم تغذيته من طرف مؤيدي إسرائيل بخصوص صراع حضاري زائف. وهي كلها خطابات يبصم عليها زمّور بكلتا يديه. فعندما يتعلق الأمر بالتحامل على “العرب” يتفق الجميع. يقول مسؤول من الطائفة بحزن: “هناك خطأ ما”. ولا يسعنا أن نقول أفضل من ذلك. بالنسبة لميشيل سيبوني، المتحدثة باسم الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام، “يعتقد زمّور بأنه يمكنه استيعاب فرنسا العميقة، فمساره الرجعي البائس يتناقض مع كل ما حمله اليهود في تاريخ الإنسانية والكونية الثورية”. لا يمكننا أن نختلف معها في هذه النقطة.

لكن بالنسبة لميشيل فيفيوركا، فإن “هذا اليهودي الذي يخوض طريقه في أقصى اليمين لم يبدأ حملته بعد ولم يواجه إلى حد الآن أي مصاعب، لكن الضربات ستأتي. لا أستسيغ شخصيا ردود أفعال شخصيات مهمة مثل بيرنار هنري ليفي أو فرانسيس خليفة، ولكنها قوية بما يكفي. وفي الوقت الحالي يبقى الناخبون في حيرة”.

نأمل أن يسمح النقاش ـ بل يجب أن نقول الكفاح ـ بتفادي تحقق نكتة يهودية رديئة مفادها أن يهوديا صار أول رئيس تحريفي وعنصري ومعاد للإسلام وكاره للنساء ومعاد للمثليين في تاريخ فرنسا.

1ألفريد دريفوس (1859-1935) كان ضابطا يهوديا في الجيش الفرنسي، وقد وقع ضحية مكيدة قضائية تسببت في أزمة سياسية كبرى في بداية الجمهورية الثالثة وعُرفت باسم “قضية دريفوس” (1894-1906). وقد انقسمت فرنسا بين مناصري دريفوس ومعاديه. اتهم دريفوس بالتجسس لصالح ألمانيا، وتم إعلانه “خائنا للوطن”، وحُكم عليه بسحب الرتبة العسكرية منه و“الترحيل المؤبد في مبنى محصن”. وقد تم العفو عنه في عام 1899، ثم أعيد له الاعتبار في عام 1906.

2تشير العبارة إلى الفرنسيين الذيم ولدوا في الجزائر عندما كانت تقبع تحت الاحتلال الفرنسي.

3وهو الهجوم الذي نفذّه محمد مرّاح في مارس/آذار 2012 والذي أودى بحياة 7 ضحايا من بينهم 3 تلاميذ مدرسة يهودية.