فن تشكيلي

الرسّام رشيد العلاقي. “بياض مستحمّ في الألوان” بين تونس وألمانيا

بعيدا عن الضجيج والصّخب، وعلى امتداد ما يربو على ثمانية عقود من الزمن، يواصل الرسّام التونسي المقيم بألمانيا، رشيد العلاقي، المولود في 15 يوليو/تموز 1940 بباب الفلة بتونس العاصمة، رحلته الملهمة مع الألوان والريشة والقماشة البيضاء مثل درويش عاشق لا تنقطع رحلته عن البحث في سر الوجود.

تش depict لوحة مجموعة من الخيول تتجه نحو الأمام، حيث تظهر بتدرجات لونية متنوعة تتراوح بين الأبيض والرمادي مع خلفية دافئة تتدرج من الأصفر إلى البرتقالي. الحركة الديناميكية للخيول تعكس القوة والحرية، مع تفاصيل تعبيرية تضيف عمقًا للوحة. الخطوط مفعمة بالحيوية، مما يجعل المشاهد يشعر بحيوية الحركة واندفاع الخيول. اللوحة تعكس شعورًا بالطبيعة والغموض، مع التركيز على الجمالية الحيوانية.

منذ بدايات طفولته المبكّرة، التي كانت على وقع قنابل ومدافع الحرب العالمية الأولى في تونس، وجد الرسّام رشيد العلاقي نفسه أسيرا للألوان والأشكال، يلاحق خطوطها بشغف ويسبر امتداداتها، عندما كان يتهجّى أبجديات الرسم في سنّ الخامسة عشرة في معهد الفنون الجميلة بقلب العاصمة التونسية. ومنذ بداياته، لم يكن الطفل المفتون بالألوان والأشكال محايدًا أمام المساحات البيضاء التي تطالها أصابعه. فقد انطلقت رحلته بملامح خاصة لا تشبه أحدًا، سوى أحلام ذاك المريد الذي يستميت إلى الآن – بعد 82 عاما - في المحافظة على روحه الخالصة، رغم أنّه كان متأثرا في بداياته برسّامين كبار، مثل أستاذه هنري سعادة وجاك آرنو وبيار بارجل وبول سيزان، وطبعا بالمدرسة التونسية وأعلامها مثل يحي التركي وعمّار فرحات وجلال بن عبد الله وصفية فرحات وعبد العزيز القرجي وادغار النقاش وعلي باللاغة وزبيّر التركي وغيرهم.

ولئن تنقّل رشيد العلاقي بين مختلف المدارس الفنية، وتأثّر بكبار الرسّامين في العالم، واستخدم مختلف التقنيات في الرسم، إلا أنّه ظلّ وفيا لأفكاره ولأحلامه ولآفاقه. لم تكن تجربته التي فاقت ستين سنة في مدينة كولن الألمانية إلا لوحة حيّة تفيض منها كل تلك التفاصيل الصغيرة التي يفردها أمامنا في كل لوحاتها ورسوماته التي تعد بالمئات، والتي جاب بها – ولا يزال - المعارض الدولية في مختلف العواصم والمدن الأوروبية، وفي أمريكا والقاهرة وإسطنبول.. وطبعا في تونس وألمانيا.

الفنان حاملا إحدى لوحاته وهي رسم لأحد المقاهي الشهيرة في سيدي بو سعيد، في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة.
الفنان حاملا إحدى لوحاته وهي رسم لأحد المقاهي الشهيرة في سيدي بو سعيد، في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة.

عندما تأخذ اللوحة شكل ماتريوشكا

غير بعيد عن كتاب “مذكرات دراجة نارية” الذي ألفه الطبيب ألبرتو غراندو، رفيق الثائر الأممي أرنستو تشي غيفارا، والذي يسرد فيه يوميات الرحلة التي جمعتهما سنة 1952 على متن الدراجة النارية “لا بوديروسا”، لاكتشاف أعماق أمريكا اللاتينية والاقتراب من آمال الناس المتشوّقة لافتكاك حريّاتها من ربقة الدكتاتوريات الجاثمة على أغلب بلدان أمريكا اللاتينية في تلك المرحلة، ليكون الكتاب بمثابة وثيقة تاريخية. غير بعيد عن هذه الوثيقة، يغامر الشاب رشيد العلاقي ليكتب وثيقته الفنيّة الخاصة، عندما يقرر القيام برحلة في ستينيات القرن الماضي يجوب فيها القارة الأوروبية بعواصمها ومدنها وقراها على متن دراجته “السكوتار” ليكتشف بهجة الحياة وسكونها، ألق الشعوب وتنوّعها، سحر الطبيعة وجمالها. يحرّضه عنفوان الشّباب وحماسته على اقتناص سر الوجود وتهريب الأرواح الحيّة وتخزينها في ذاكرته، فهناك في مكان ما لوحة بيضاء تنتظر ألوانه وخطوطه، وهناك في مرسمه حكايات تنتظر من يرويها ويحوّلها إلى حقل شاسع للتأويل، ذاك المرسم الذي سيصبح معبدًا لا ينضب من الإبداع والخلق الفنّي، يتحرّك فيه رشيد العلاقي مثل راهب لا دين له سوى البياض المستحمّ في الألوان، ولذلك لم يتردّد في تحويل مرسمه في مدينة كولن الألمانية، منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، إلى فضاء حر للتلاقي بين مختلف الأجيال ممن تسكن أرواحهم الألوان والأشكال.

رشيد العلاقي شاب، على متن دراجته النارية.
رشيد العلاقي شاب، على متن دراجته النارية.

الرسم شكل من أشكال الانتماء، الانتماء إلى الذات وإلى العالم، بل هو شكل من أشكال اختراق الذات والغوص في أعماق النفس البشرية وسبر أسرارها الداخلية، ذلك أن الأشكال التي تبدو لنا مرسومة على اللوحة ليست إلا جسرا مرئيا يحملنا إلى الباطن، فتلك الخطوط والانحناءات والتعرجات التي تطالعنا في لوحات رشيد العلاقي ليست منجزا بصريا صامتا أو أشكالا محايدة لا وظيفة لها، بل هي بمثابة الصندوق السحري الذي يفتحه أمامنا الرسّام رشيد العلاقي بضيائه وظلاله ورمزيته وإيحاءاته واستعاراته ومدلولاته ورهاناته، فلا يترك للمتلقّي لأعماله سوى خيار واحد، هو خيار الانتماء إلى عوالمه الفنيّة والاقتراب من التفاصيل التي نخالها منفصلة عنّا، معتقدين أنها حافة بعالم الرّسام وحده، لنكتشف أنّها جزء منّا ومن تفاصيلنا اليوميّة ينبّهنا إليها الرسّام رشيد العلاقي بعفويته التي تشي بها كل لوحاته وأعماله التشكيلية. بل إن كل لوحة تبدو مثل مشكاة بديعة البناء تجتمع فيها المترادفات الممكنة، وتأخذ أشكالها وألوانها وخطوطها شكل الدّمية الروسيّة، ماتريوشكا، حيث الحكاية تولد من الحكاية في توليد طبيعي سلس غير مركّب، وما على المتأمل في اللوحة إلا أن يجيد فك الرموز والإيغال عميقا في التأويل.. ليتورط أكثر في عوالمه الداخلية..

فن مقاومة الفراغ

ولأن الرسم أيضا شكل من أشكال المقاومة، فإن الرسام رشيد العلاقي يتسلّح بريشته وبألوانه ليقاوم بياض القماش، فأغلب لوحاته، إن لم نقل كلّها، مُشبعة بالألوان، ونادرا ما يترك الرّسام مساحة بيضاء على لوحة من لوحاته، وكأنّه يقاوم فراغا ما، أو يكسر الإطار الذي يسوّر حرّيته ويقيّدها. بل إن الرّسّام يقّوض كل الرمزيات والكليشيهات المتعلّقة باللون الأبيض كالنظافة أو البراءة والنقاء أو الاتساع والامتداد أو التجدّد والإشراق، فرشيد العلاقي لا يترك الفرصة للون الأبيض لينقض عليه ويحدّ من حركة ريشته. إنّه يتمرّد على لوحته ويأخذها عنوة دفعة واحدة، والمتمعّن في جميع لوحاته الفنيّة سيجدها كلّها تقوم على الحركة وعلى الاندماج وعلى التفاعل بين محتوياتها، حتى لو كانت من عالم الجماد، فالثابت أن الرسام رشيد العلاقي يرفض الهدوء والسكينة، وينشد بالمقابل التمرّد والعصيان على كل الأطر والقواعد التي تحدّ من حركة الألوان والحياة، بل هو يجسّد التمرّد والعصيان في جميع لوحاته، سواء اللوحات الجماعية أو الفردية، أو في لوحات المباني أو الحيوانات أو الأشياء. فالحركة والحريّة هما العنوان الأبرز في جميع لوحات رشيد العلاقي دون استثناء، وربّما لذلك أيضا لا يمنح الرسّام عناوين محدّدة للوحاته، كأنه ينأى بها عن التحنيط أو التنميط، ولا يريد أن يرفع في وجهها الأسوار أو يجعلها رهينة العناوين.

اللافت في مدوّنة رشيد العلاقي أنّه لا يتوقّف عند رسم لوحات فنيّة فقط، بل هو يروي من خلال الألوان وحركة الريشة قصصا وحكايات، ويعيد صياغة التفاصيل الصغيرة التي تبدو لنا عابرة لا قيمة لها، وهي في الحقيقة سردية الحياة واستدراج حيّ لنسغها في أبسط تجلياتها. فرشيد العلاقي يتقن جيدا، من خلال لوحاته، التقاط الوضعيات واللحظات المفعمة بالحياة خاصة في الشخوص التي يرسمها، وهي شخوص تبدو في أغلبها من الفئات الشعبيّة المهمشّة والبسيطة. ويتخطّى الرسّام خاصة من الاشتغال المتقن على العينين والملامح الدقيقة، يتخطّى السطح والظاهر إلى العمق والباطن، ويتجلى ذلك في الملامح وفي الحركات وفي علاقات التقاطع بعضها ببعض، حيث نجد الباعة والعازفين والراقصين والفرسان وباعة السّمك والصيّادين والمسافرين ولاعبي النرد والمبتهجين بالحياة في الحانات والبارات والمقاهي، ومرتادي الأسواق والفضاءات العامة وأطياف الرجال والنساء، وغيرهم من الوجوه التي يلتقطها الرسّام بحرفيّة في التصوير وعمق في التعبير عن حالاتهم النفسية التي يكونون عليها. فكل لوحة تسرد حكايتها وتروي تفاصيل شخوصها، ويتنقّل النّاظر إلى لوحات الرسام رشيد العلاقي داخل تعبيرات الذات البشرية في كل تجلّياتها وتناقضاتها وتقلّباتها، من الفرح إلى الغضب، ومن الشرود إلى الانتباه، ومن اليأس إلى الأمل، ومن الحركة إلى الجمود، ومن الانطواء والعزلة إلى الانفتاح والاندماج مع الآخر، ومن الخوف والريبة إلى الاطمئنان والراحة... ولذلك ربّما تشكّل مجمل أعماله وحدة فنيّة مكتملة تجتمع فيها سرديّة الذات البشريّة، وإذا كانت الطبيعة أهم مصدر إلهام للرسامين والفنّانين، فإن الإنسان يظل المصدر الأهم للإبداع والتعبير، والحقل الأكثر ثراء والأشد تعقيدا أيضا. ولذلك ربّما يبدو لنا رشيد العلاقي من خلال لوحاته حارسا أمينا على ذاك الواحد المتعدّد الذي اسمه إنسان.

تناسق اللوحات رغم فوضى الألوان

تمنحنا لوحات رشيد العلاقي شعورا قويا بالألفة والتعاطف مع الشخصيات التي يرسمها، بل الشعور بالتّماهي الذي تسقط أمامه كل الحواجز، وتختفي معه تلك الفجوة التي غالبا ما تكون عميقة بين اللوحة والمتلقّي. ونعتقد أن النّجاح في كسب هذا الرّهان الصعب يعود أساسا إلى استماتة الفنان في التمسّك بالتقنيات الأصلية للرسم، أو بالأبجديات الأولى لهذا الفن، إذ يندر - أو يستحيل - أن يستخدم في لوحة من لوحاته التقنيات الحديثة في الرسم، مثل التنقيط أو البيكسال أو الكولاج أو التقطير أو الغرافيك أو الأبعاد الثلاثية أو التقنيات الرقمية، ولا يدخل على القماشة أجساما غريبة مثل ورق الجرائد أو الخشب أو الملابس أو البلاستيك أو المعادن أو الطوابع أو غيرها من الأشياء الأخرى. والثابت أن الرسّام رشيد العلاقي في وفائه لروح الرّسم، لا يبدو “عاجزا” عن استخدام التقنيات الحديثة أو المستحدثة – رغم أنّه في بداياته مارس كل أنواع الديكور والتزويق والهندسة الداخلية -، بل ربّما هو “رافض” لهذه الوسائط التي قد تُباعد بين الخيال واليد، ومتمسّك بالمساحة والكتلة والتكوين والحجم والخط واللون، عناصر أساسيّة قادرة على تجسيد خياله وفكرته، وتنقذه ربّما من الاغتراب الذي يعيشه “الإنسان الحديث” الواقع تحت سطوة الوسائط. ونظنّ أن هذه فلسفة الرسّام رشيد العلاقي التي يدافع عنها من خلال أعماله ولوحاته وفي معارضه الفنيّة، أو هي فعلا كذلك، فهذا الرسام الثمانيني الذي جاء إلى العالم وهو يحمل “مرض” عمى الألوان (والمعروف أيضًا باسم نقص رؤية الألوان)، ينجح في “التعافي” مع كل لوحة يرسمها، وهو يطوّع الألوان لعنان خياله.

حسب كازونوري آسادا أحد خبراء الرؤية الحديثة، فإن عديد الأعمال الفنية الأسطورية للرسام فان غوخ إذا تمت رؤيتها من خلال عدسة معاينة عمى الألوان، تثبت أن فان غوخ كان مصابًا بعمى الألوان، حيث تظهر بعضا من الفوضى وعدم الوضوح في بعض اللوحات. وقد عاين آسادا سنة 2018 عدة لوحات مختلفة للرسام الهولندي، في ما يسميه غرفة تجربة رؤية الألوان، التي تصفي الضوء لمحاكاة عمى الألوان، وهناك، وجد أن العديد من اللوحات المميزة بالألوان الرائعة يزول تجانس الألوان بها، ويتغير شكلها، وتحتاج لجهد كبير للتميز بين اللونين الأخضر والأحمر، وهذه المعاينة أكدت اعتقاد كازونوري آسادا بأن الرسام العالمي فان غوخ مصاب بعمى الألوان.

هناك عدد من الرسامين المعروفين الذين يعانون من عمى الألوان أو ما يعرف باسم “الدالتونيزم”، ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر الرسام القطري حمد المطاوعة وكذلك المصور ورسام كتب الأطفال البريطاني لورين لونغ، وبالمثل الرسام البريطاني نيل هاربيسون الذي وُلد مصاباً بحالة نادرة من عمى الألوان تسمح له برؤية الأشياء بالأبيض والأسود فقط، وأيضا الرسام السعودي حجاب البراق الذي تتصدر لوحاته أكبر معارض السعودية، والرسام الألماني أنسيلم كيفر، وطبعا الرسام الأمريكي هنري ألبرت مونسل مخترع نظام الألوان. أما الرسام التونسي رشيد العلاقي، ومثلما أعلمنا نجله الدكتور سامي، فإن والده لا يستطيع أن يفرق اللونين الأحمر والأخضر في شارات المرور في الطرقات إلا بموضعهما أي الأعلى والأسفل، كما أنه لا يفرق مثلا بين طبق الهريسة الحمراء وطبق الملوخية الخضراء، بل إنه لا يستطيع أن يرتدي ثيابه بنوع من الانسجام والتناسق بين الألوان.. ولكن لا يهتم الفنان لتناسق ملابسه، ولا إلى فشله في التفريق بين هذا الطبق أو ذاك، بل قد يخاطر بحياته أمام شارات المرور في الطريق، فالأهم عنده هو توليد الألوان من بعضها البعض بما يخدم جمالية لوحاته وتناسق الألوان فوق القماشة البيضاء رغم فوضى الألوان في عينيه.

لوحة تمثل قاربًا من قوارب الهجرة.
لوحة تمثل قاربًا من قوارب الهجرة.

جسر من الألوان بين تونس وألمانيا

لم يكتف الرسّام رشيد العلاقي بتطويع الألوان وإدماجها بأسلوب جمالي متفرّد، بل حوّل تلك الألوان واللوحات إلى جسر ثقافي متين بين شعبين وحضارتين وثقافتين، إذ نجح منذ أكثر من أربعة عقود في خلق حركية فنية وثقافية بين بلده الأصلي تونس ومدينته الألمانية كولن. وخير شاهد على هذا، تلك اللوحة التشكيلية الضخمة المعلقة بسفارة ألمانيا بتونس التي أهداها رشيد العلاقي بمناسبة مرور ستين سنة على توأمة مدينة كولون الألمانية والعاصمة التونسية، وهي اللوحة التي يصفها الرسام نفسه قائلاً: “أريد من خلال هذا الرسم التشكيلي أن اعترف ببعض الجميل لهذه المدينة، فجمعت أهم معالمها في لوحة تشكيلية يملؤها الخيال وبأسلوب تجريدي”. ومن خلالها أيضا يهدي الرسام لوحته “إلى الشباب التونسي المهاجر في ألمانيا ويدعوه لمواصلة المسيرة وإثراء علاقات الصداقة بين التونسيين والألمان عبر المزيد من التبادل الثقافي والاجتماعي بين البلدين”، ولديه في الضفة الأخرى من المتوسط مجموعة لوحات بمتحف الفنون والكرنفال بكولونيا، كما أنه افتتح منذ سنوات طويلة رواقا للفنون التشكيلية وورشة فنون خاصة لتكوين الفنانين بألمانيا.

كان الرسام رشيد العلاقي - ولا يزال -يفعل ذلك بروح مفعمة بالتحرّر وبالحب وبالتسامح. يخلط ألوان البهجة المتوسطية، الأزرق والأحمر والأبيض والأصفر، بألوان الصمود والتحدّي الأوروبية، البنيّ والرّمادي، صانعًا من كل تلك الألوان مزيجًا فنيًّا يرتفع جسرًا آمنًا بين الأفكار والخيالات والطموحات.. إنّها اللوحة الأكثر ثراء والأكثر نقاء التي لا يكلّ هذا الفنّان من رسمها ورفعها عاليا، وكأنّه يذكّرنا دائما بما قاله محمود درويش: “كل قلوب النّاس جنسيّتي، فلتسقطوا عنّي جواز السّفر”.