الحِساباتُ الروسيَّةُ على ضوءِ وقفِ إطلاقِِ النارِ ِفي سوريا

نوعٌ من التوتُّر يسودُ الجوَّ في موسكو بعدّ أن أعلنَ الرئيسان فلاديمير بوتين وباراك أوباما وقفَ إطلاق النار في موسكو في 22 شباط/ فبراير الجاري. دخلَ وقفُ إطلاقِ النار حيِّز التنفيذِ في منتصفِ ليل 27 من الشهر، وتمَّ تثبيتُه من قِبلِ مَجلِس الأمن. وعلى عكسِ التحفُّظِ السائدِ في الغرب، يريدُ الجميعُ هنا الاقتِناعَ مع الرئيس ِالروسي الذي يعتبر أن “خطوة حقيقية إلى الأمام في سبيل إنهاء حمام الدم” قد أُنجِزت، دونَ أن يرى في ذلك مبالغةً في التفاؤل.

لِقاءٌ بينَ فلاديمير بوتين وبشار الأسد (مُديراً ظَهرَه)
en.kremlin.ru, 21.10.2015

يَقعُ مبنى وزارةِ الخارجيَّة الضخم الستاليني الهندسة، في وَسط موسكو، يُطِلُّ عليه برجٌ عالٍ. يسرعُ مئاتُ الموظفين في ذلك الصباحِ ليلتحِقوا بمكاتبهم. يتطرَّق مساعدُ وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف Mikhail Bogdanov الذي يجُيد العربيّة بامتياز، للمحادثات التي سيُجريها الرئيس في نفسِ اليوم مع نُظرائه من العالم أجمع، أوَّلُهم الرئيس السوري والإيرانيُّ والسعوديّ، ومع رئيسِ الحكومة الإسرائيلي، وكُلِّ المعنيّين من قريبٍ أو بعيد بالملفِّ السوري. كان بوغدانوف سفيراً في تل أبيب والقاهرة، وشغل عدّة مرّات منصب سفير روسيا في دمشق. وهو، منذ تشرين الأوّل 2014، الممثِّل الخاصّ للرئيس الروسي في الشرق الأوسَط وإفريقيا.

الأمورُ واضحةٌ بالنسبة لبوغدانوف: “ليسَ هناك من حلٍّ عسكري للأزمة السورية”. ولكنَّه يضيف: “لا نريدُ أن نُظهر الأمور ببساطةٍ أكثرَ مِمّا هي عليه؛ هناك قوى كثيرة، داخلَ سوريا وخارجَه، تُعارض هذا المسار وتُلِحُّ على ضرورةِ رحيلٍ مُبكِّر للرئيس الأسد. لا بدَّ من التذكيرِ بنتائج هذه الاستراتيجية في ليبيا والعراق”. يُعطي بوغدانوف الأولويّة للتنسيقِ مع الولايات المتحدة، ليس فقط على المُستوى السياسي؛ سيتمُّ إنشاءُ مُركز مُشتركٍ لجمعِ المعلومات اللازِمةِ لمتابَعةِ وقفِ إطلاق النار، من أجلِ تحديدِ الأهدافِ العسكريّة “المقبولة” ومُعاينة “المجموعات الإرهابية”.

يشرح أحدُ الخُبَراء الروس في شؤونِ الشرقِ الأوسط: “تفاجأنا بالتِزام بوتين شخصِيّاً. لقد قام بتَنازلات، لا سيَّما فيما يتعلٌّق بحصرِ صفةِ الإرهاب بتنظيمِ الدولة الإسلاميّة وجبهةِ النصرة”، في حين أنّ موسكو كانت تُطالب بتوسيم مَجموعات أخرى بهذه الصفة. ويؤكِّد الخبير نفسه: “وحتى ضباّطُنا تفاجأوا، وكان الاندفاعُ قد أخذَهم بحكمِ نجاحات الأسابيع الماضية”.

وماذا لو قبلَت مجموعاتٌ كأحرارِ الشام أو جيشِ الإسلام بوقف ِإطلاق النار؟ “سندرسُ تصريحاتِهم ونواياهم”، كان هذا جوابَ بوغدانوف الذي يذكّرُ رغم ذلك أن موسكو قبِلت في مفاوضات السلام الأخيرة في جنيف، بحضورِ محمد علّوش، الذي تزعَّم جيش الإسلام بعد مقتلِ أخيه زهران علّوش جرّاء قصفٍ روسي.

حَصيلةٌ إيجابِيَّة في نَظَر موسكو

تسودُ في موسكو قناعةٌ أنَّ قرارَ التدخّل العسكريّ الذي أخذَته في خريف 2015 لعبَ دوراً حاسماً لفتحِ صفحةً جديدةً وتفادي تكرارِ السيناريو الليبي الذي ما انفكَّ يُرعِب الروس. لقد أدّى قرارُ التدخُّل العسكريّ الذي أخذَه بوتين بنفسِه إلى قَلبِ ميزان القوى على الأرض رُغم الاصطدامِ بمقاومةٍ فاجأت الروس في الفترة الأولى. وقد أكّد لنا ذلك، في كانون الأوّل/ ديسمبر 2015 في بيروت، أحدُ قياديّي الصف الأوّل في حزب الله: فخلافاً لتوقُّعاتِهم، لم يتمكَّن الروس من الحصولِ مُباشرةً على النتائج المطلوبة. وقد اعتمدَ الروس التصعيدَ واللجوء إلى القصفِ المكثَّف، دون أيّ اعتِبار لمصيرِ المدنيين، وذلك للقضاءِ على تلك المقاوَمةِ بحُكمِ عجزِ الجيش السوري من الاستِفادةِ من التغطِيةِ الجوِّيَّة المتوفِّرة. وفي نهايةِ كانون الأوّل/ ديسمبر 2015، انقلَب ميزانُ القوى وبدأ الجيش السوري وقد أعادَ الروس ترتيبَه، بالتقدُّمِ نحو حلب1.

الحصيلةُ الانسانيَّة لهذه الحملة مأساويّة، إلّا أنَّ الروس حقَّقوا ما كانوا يأمَلون تحقيقَه. فرضَت روسيا نفسَها مقابلَ الولايات المتَّحدة كقوّة لا بدَّ من أخذِها بالحسبان في هذه الأزمة، ومتجاوِزين بذلك إيران. فدعَمت ركائزَ النظامِ السوريِّ ووضعَته في موقعٍ أفضلَ في المفاوضات الآتِية. جرّبت أسلحتَها الجديدة، لا سيَّما طائراتِ سو-35-إس Su-35S الحربية، و دبابات تي-90 T-90، والصواريخَ الباليستية انطِلاقاً من البحر الأسود. وذلك بكِلفة مادِّيَّة محدودةٍ نسبياً -3 مليارات دولار من أصلِ 44 مليار دولار، محسوبةٍ على ميزانِيّة 20162 . كما أنَّ روسيا استَطاعت وضعَ قاعِدة عسكريّة في اللاذقيّة،أوَّلِ قاعدةٍ دائمةِ لها في المنطقة منذ نهاية التحالف مع مصر. وأخيراً، فرضَت على دمشق إعادةَ تنظيمِ الجيش النظامي، والتي تُصرُّ روسيا على ضرورةِ المُحافَظة عليه مهما كان الثمن، خاصة وأنَّه قد يشكِّل العمودَ الفقريَّ لدولةٍ سوريّة موحَّدة. فهناكَ إلحاحٌ هنا على ضرورةِ تَفادي التدابيرَ التي اتَّخذَتها واشنطن في العراق بَعد 2003: حلُّ الجيشِ العراقيّ وحزبِ البعث. ويُضيفُ بوغدانوف في هذا الصدد: “والأميركيون يُوافِقونَنا الرأيَ هذه المرة”.

مُخادَعاتُ النظامِ السوريّ

هنا، يَحملُ وقفُ إطلاقِ النار قراءتَيْن: أن يكونَ تَمويهاً لمُخادَعة الغربِ وتميكنِ الأسدِ من التقدُّمِ من أجلِ استِعادة السيطرةِ على كلِّ سوريا؛ أو تعبيراً عن إرادةِ روسيا بالتوصُّلِ إلى اتِّفاقٍ فِعلِيٍّ مِمّا يَفترِض حلّاً وسطاً.

خلالَ مؤتمرٍ نظَّمَهمَركز فالداي في موسكو في 26 و27 شباط / فبرايرالجاري، والذي جَمعَ عدداً من الخُبراء الروس والأجانب في شؤون الشرق الأوسط، توارَدت آراءٌ مُختلِفة، بما فيها آراءٌ روسيَّة: هكذا رسمَ سفيرٌ روسيٌّ سابقٌ صورةً مُغرية عن الرئيس السوري، مُؤكِّداً أنَّ إعادةَ انتِخابه أمرٌ سهل وأنَّه سيُدير البلاد من جديد في المستقبَل. إلّا أنّ رأيه هذا لا يَعكِس الموقفَ الرسميَّ الأكثر حذَراً بكثير. فقد أبدى لنا أحدٌ الرسميّين تَخوُّفه من مُخادَعات نِظام دمشق. وتدلُّ حادثةٌ جرَت مؤخَّرا على الجوِّ المُتوتِّر بين الحَليفين. فبعد أن صرَّحَ الرئيسُ الأسد أنَّ هدفَه استعادةُ السيطرة على كلِّ الأراضي السورية، أتى فيتالي تشوركين، مُمثِّلُ روسيا لدى الأمم المتَّحِدة، بردٍّ حازمٍ في 18 شباط/ فبراير: “إنَّنا استثمَرنا كثيراً في هذه الأزمة، سِياسيّاً ودبلوماسيَاً، وعسكريّا أيضاً. حبَّذا لو يأخذُ الرئيسُ الأسد ذلك بعينِ الاعتِبار”. وحين أعلَنت السلطاتُ السوريّةُ عن انتِخابات نيابيِّة في 13 نيسان القادم، أكدَّت الناطقةُ الإعلاميَّةُ لوزارةِ الخارجيَّة الروسيّة في 24 شباط/ فبراير أنَّ موسكو مُصرّةٌ على مسارٍ سياسيّ يؤدّي إلى دستورٍ جديد، ومن ثمَّ إلى انتِخابات.

ذلك أنَّ الاحتِفاء بالنصرِ ليس على جدوَل الأعمال في موسكو. فالجيشُ السوريّ حقَّق انتصاراتِه بكلفةِ دمارٍ هائلة. ولئن استَعاد السيطرةَ على كاملِ الأراضي السوريّة، والاحتِمالُ قليلٌ لأنَّ روسيا ترفضُ الانزِلاقَ في رمال متحرِّكة، فمَن سيدفعُ كلفةَ إعادةِ الإعمارِ التي تُقدَّر بِعشرات مِليارات الدولارات؟ فليسَ ذلكَ بمقدورِ روسيا التي تُعاني من أزمةِ اقتِصادية حادَّة بسبب انهِيارِ سعرِ النفط: وهل يمكن لروسيا أن تنجحَ في سوريا، في حين أنَّ الولاياتِ المتَّحدة أخفقَت في العراق؟

في بدايةِ تشرين الأوّل / أكتوبر 2015، أصرَّ بوتين خلالَ خطابِه أمامَ الحكومة بخصوص مسألةِ التدخُّل في سوريا قائلاً: “ليسَ لدينا أيَّةُ نِيَّةٍ للانخِراط بعمقٍ في الصراع.(...) سنواصل دعمَنا لفترةٍ مَحدودة وطالما أنَّ الجيش السوريّ مًستمرٌّ في حربه ضدَّ الإرهاب”.

من جهة أخرى، لا تريدُ موسكو قَطعَ الجسور لا مع واشنطن ولا مع الاتِّحادِ الأوروبيّ (فالعقوبات التي اعتُمِدَت ردّاً على التدخُّل في أوكرانيا تشكِّل عبئاً ثقيلاً على موسكو). كما أنَّ روسيا عزلت نفسَها عن دولِ الخليج لاسيَّما السعوديّة (وكانت قد أدانَت التدخُّل السعوديّ في اليمن)، في حين أنَّها تريدُ المحافَظة على إمكانيَّة التحاوُر مَعها بخصوصِ استِقرارِ سعر البترول وشؤون أخرى. ولطالما أُجِّلَت زيارةُ الملك سلمان إلى موسكو بعدَ الإعلانِ عن وشوكِها، وكذلك الحالُ بالنسبةِ لإبرامِ عقودِ شراءِ الأسلحة الروسية.

حذرٌ تُجاهَ طهران

أمّا فيما يتعلَّقُ بالعلاقات مع إيران، فهي جيِّدة، ولكنَّها بالتأكيد ليسَت “استراتيجية”. وفي موسكو، تَجري تساؤلاتٌ عِدَّةٌ حولَ نوايا طهران. فكما أشارَ حسن روحاني أمامَ وسائلِ الإعلامِ الأميركيَّة في 25 أيلول / سبتمبر في نيويورك، على هامشِ الجمعيَّة العموميَّة للأممِ المتَّحِدة: “لا يوجدَ تحالفٌ بينَ إيران وروسيا فيما يتعلّق بالحرب ضدَّ الإرهاب”. وخلالَ مداخلتِه في مؤتمر فالداي، ذَكرَ أحدُ الإيرانيّين أنَّ فلسفةَ بلدِه تقومُ على عدم تدخًّل القوى الخارجيَّة في شؤونِ دولِ الخليج، بما فيه روسيا.

يبدو خطابُ فيودور لوكيانوف، وهو رئيسُ تحريرِ مجلَّة Russia in Global Affairs أكثرَ وضوحاً: “رحيلُ الأسد مَقبولٌ لدينا، ولكنَّه غيرُ مَقبول لدى الإيرانيّين”. ويؤكِّدُ من جهتِه على جانب مُهمٍّ في القرار الروسي: “منذُ ربيع 2015، وافتنا الأجهزة الاستخبارية تقاريرُ مثيرةٌ للرَّيبَة عن انخِراط متطوعين روس من آسيا الوسطى في صفوفِ تنظيمِ الدولة الإسلاميَّة”. يُقدَّر عددُهم ببضعةِ آلاف. وقد أعلنَ رئيسُ الوزَراء ديميتري مدفيديف في 1 تشرين الأول / أكتوبر 2015 على القناة الروسية الأولى: “نريدُ أن نَحمي الشعب الروسي من التهديد الإرهابي، ومحاربتُه في الخارج أسهل من محاربتِه داخلَ البلاد”. وهذه حجَّةٌ استعملَها كثيرٌ من الزعماء الأوروبيّين على مَدى الأعوامِ الخمسةِ عشرَ الأخيرة، وكذَّبَها الواقعُ بوضوح.

يَعترف الجميع أنّ مستقبَل اتِّفاق وقفِ إطلاقِ النار يَعتمِد على الفاعلين المَحلِّيّين. فقد ولّى زمنُ الدوَلِ العُظمى التي تقرِّر عِوَضاً عن حُلَفائها. لا تدفعُ مُداخَلة بثينة شعبان، مُستشارَةُ الرئيسِ الأسد، التي تُفسِّرُ الأزمةَ السوريَّة على أنَّها “مؤامرةٌ من الخارج” ضدَّ بلدٍ “عِلماني” و“عربي” على التفاؤل. ويعترِف أحدُ المسؤولين الفلسطينيّين المُقيمين في دمشق والذي كانَ متُواجِداً في موسكو أنَّه “لم يكنَ هناك لدى حُكومةِ دمشق أيَّةُ نِيَّةٍ بالتفاوض، فهي تَعتبِر المَجموعاتِ المسلَّحة كلِّها إرهابيَّة. تريدُ النصرَ الكامل”. ولكنَّه أكّد بعدَ لِقائهِ بمسؤولين روس أنَّ روسيا لا تريد الانزلاقَ “وتمديدَ تدخُّلِهم من خمسةِ أشهرَ إلى خمسةِ أشهر إلى ما لانِهاية”. فحربُ أفغانِستان لم تَسقطُ في النسيان، وتُذكِّر موسكو أنّه لم يتمَّ إرسال أيِّ جندّيّ إلى الجبهةِ السوريَّة".

“القيْصَرُ والسلْطان”

في حين يبدو أنَّ المملكةَ العربيَّة السعوديَّة دعمَت اتِّفاقَ وقفَ إطلاقِ النار ودفعَت المعارَضةَ السوريَّة بهذا الاتِّجاه، تُبدي تركيا تَحفُّظاتِها بوضوح. فهي تَطلب بتَصنيفِ حزب الاتِّحاد الديمقراطي الكردي PYD على أنَّه “تنظيمٌ إرهابيّ” غيرُ مشمول باتِّفاقِ وقفِ إطلاق النار، رغم أنها توقَّفت عن قصفِ شمال سوريا الذي يُسيطرُ عليها ذلك الحزب.

من ناحيتِه، أعلنَ حزب الاتِّحاد الديمقراطي الكردي أنَّه سيحترم وقفَ إطلاق النار. وهو القوّة الوحيدة التي تَحظى بدعم نشِطٍ من قِبل الولايات المتّحدة وروسيا. يعترف ممثِّل الحزب في موسكو، أنّ ذلك الدعمَ المزدوج يشكِّل ضغطاً لأنّ الحزب يرفض “الخيار”. فخلال الشهر الماضي، قامت “الإدارة الذاتية” لمنطقة روجافا الواقِعة تحت سيطرةِ حزبِ الاتِّحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا، بافتِتاحِ مكتبٍ لها في العاصِمة الروسيّة، التي تصرُّ على ضرورة المساهمة الكرديّة في مفاوَضات جنيف التي تبدأ في بداية الشهر.

يشكِّل تَدهور العلاقات بين موسكو وأنقرة، منذُ أن رفضت تركيا تقديمَ اعتِذار بعد إسقاطِها لطيّارةٍ حربيَّةٍ روسيَّةٍ في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، عاملاً يدفعُ إلى الاحتِراس والقلق. وقد زادَت شخصيَّةُ الزعيمين بوتين وأردوغان، “القيصر والسلطان”، من حدّةِ هذا التصعيد. مع أنّه تمَّ الحفاظِ على العلاقاتِ بين البلدَين طوال سنين الحرب الباردة، وحتى خلالَ السنوات الأولى من الحربِ السورية، رغمَ الخلافات في وجهات النظر. إلا أنّنا نشهدُ منذ ذلك التاريخ تصعيداً شفويّاً وعمليّاً. فرضَ بوتين عقوباتٍ على المنتَجات المستورَدة من تركيا، وأعطى نصائحَ صارِمة للمواطنين الروسيّ بعدمِ الذهاب إلى تركيا. ولا بدَّ طبعاَ من استِثناءات: فاستِثماراتُ تركيا في مجالِ البناء في روسيا تُقدَّر بـ16 مليار دولار، لاسيَّما في تَحضيرِ الألعابِ الأوروبيّة في 2018. إلّا أنّ التنديدات المتبادَلة تحولُ دون خلقِ شروطِ تنسيق مناسبة في سوريا.

خِطَّةٌ بَديلة؟

غَداةَ اتِّفاقِ وقفِ إطلاق النار، أعلنَ وزيرُ الخارجية جون كيري أنَّه من الضروريِّ التفكيرَ بخطَّة بديلة إنْ فشِلَ تنفيذ هذا الاتِّفاق، دون أن يُحدِّد بالضبط معالِم هذه الخطَّة. استاءَت موسكو كثيرا من هذا التصريح، ورأت فيه تهديداً بالتصعيد، ربَّما عن طريقِ زيادةِ الدعم “للمتمرِّدين” السوريّين. إلّا أنَّ الجميع يعلَم أنَّ فشلَ الاتِّفاقِ في التوصٌّل إلى انطِلاقِ المفاوَضات، يعني أنَّ التصعيدَ العسكريّ هو الحلّ الوحيد المُتواجِد. وموسكو تعرِف أنَّها ستدفع الثمن غالِياً في هذه الحالة. #

عن الفرنسية، ترجمة هناء جابر

1Cédric Mas, La situation en Syrie au 20 février 2016, Kulturay.fr.

2Julia Joffe, Financial Times, 21 février 2016.