تقرير

بعد ستة أعوام من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، الموصل من الجحيم الجهادي إلى مطهر التحرير

منذ تحريرها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في 10 يوليو/تموز 2017، تجري عملية إعادة الإعمار في الموصل شمال العراق بشكلٍ غير متجانس. ففي حين عادت الحياة إلى طبيعتها على الضفة الشرقية لنهر دجلة في ثاني أكبر مدينة عراقية، لا تزال المدينة القديمة على ضفته الغربية تحمل آثار إحدى أكبر معارك القرن الحادي والعشرين.

مسجد النوري الذي أعلن منه البغدادي خقيام دولة الخلافة. تجري إعادة بنائه حتى عام 2024.
التقط جميع الصور كاتب المقال.

من مراسلنا الخاص في الموصل.

كان الطريق من إربيل، عاصمة كردستان العراق، وعرًا. فكان الأسفلت تارة معبّدًا وتارة أخرى به حفر وثقوب، مما أجبر سيارة الأجرة التي كانت تسير بسرعة جنونية على القيام بحركاتٍ مباغتة وحادة. لم يتردّد سائقها في الالتصاق بمؤخرات السيارات أو شاحنات النقل التي كانت تسير بسرعةٍ أبطأ مما يحتمل. في العراق “لا نخشى الموت”، قالها مداعبًا ومتفاخرًا بقيادته المتهوّرة. بعد مرورنا من نقطة التفتيش الأولى التي أقامها الجيش والشرطية العراقيان، وعلى بعد ثلاثين كيلومترًا من المدخل الغربي للموصل، لاحت لنا بعض المباني المهجورة التي تحمل آثار معارك عنيفة، بيد أن معظم المساكن أعيد بناؤها، شأنها في ذلك شأن المحلات التجارية ومحطات الوقود التي يتوقّف عندها السائقون. ولكن الملفت للنظر حقًا اللافتات الضخمة التي تمجّد اثنين من الشهداء الأبطال، وهما: قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيراني، والعراقي أبو مهدي المهندس، ذراعه الأيمن والقيادي الرئيسي في ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، واللذين اغتيلا في مطار بغداد بتاريخ 3 يناير/كانون الثاني 2020 في غارةٍ جوية شنّتها طائرة مسيّرة أمريكية.

تنتشر ألوية قوات الحشد الشعبي في المنطقة، ويمكن رؤيتها حول الموصل، لكنها أعادت المدينة إلى قبضة الشرطة والجيش. هذا السلوك المتحفّظ يتنافى مع النهج الذي اتّبعته القوات بين عامي 2017 و2019، وهي الفترة التي شهدت ارتكابها الكثير من الانتهاكات بحسب الاتهامات الموجهة إليها، لا سيّما بحق الطائفة الشيعية المحلية التي اعتبرتها قوات الحشد الشعبي متواطئة مع تنظيم الدولة الإسلامية. أما الآن، فقد استقرت الأوضاع الأمنية وعاد الهدوء إلى الموصل. تشتهر الموصل بعدة أسماء، منها “أم الربيعين”، ولكن يصعب استشعار قدوم هذا الربيع الثاني، الذي يُقصَد به الخريف، في درجة حرارة 40 درجة مئوية في شهر سبتمبر/أيلول. تلك المنطقة التي اشتهرت فيما مضى بموقعها على مشارف الوادي الخصيب في بلاد الرافدين، تتحول صيفًا إلى سهلٍ صحراوي ضخم تكافح فيه مزارع القمح والشعير المصفرّة والمتناثرة من أجل البقاء. فزراعة القمح في العراق أصبحت متعثّرة، ومن غير المؤكد أنها ستشهد انتعاشًا قريبًا، إذ هُجِرت مزارعه ومصانعه على حدٍّ سواء، ما يمثّل ضربة قاسية للسكان الذين يعانون من البطالة الجماعية في منطقة لا تتوافر فيها فرص العمل بكثرة.

في شرق الموصل، من جانب المدينة الحديثة، استؤنفت الحياة كما كانت من قبل، وتمت إعادة بناء معظم البنية التحتية. الازدحام المروري دائم والحدائق المزدحمة التي ترتادها العائلات في عطلات نهاية الأسبوع هي أفضل مؤشر على ذلك.

السجن خمس سنوات للمحافظ الفاسد

يجعلنا هذا نتساءل عن مصير الأموال المخصّصة لخطة إعادة إعمار الموصل بعد تحريرها، والتي تقدر بـ1.1 مليار دولار. تلك المبالغ الطائلة لم يُحسَن استخدامها بعد أن سال لعاب الفاعلين المحليين والإقليميين عليها، بمباركة السياسيين الفاسدين في محافظة الموصل. وليس الفساد أمرًا جديدًا على الموصل، فإذا كان أثيل النجيفي (محافظ الموصل من 2007 إلى 2015) قد حُكم عليه غيابيًا بالسجن ثلاث سنوات بتهمة “التخابر” و“التعاون” مع تركيا، فإن المحافظ نوفل العاكوب (2015-2019) كانت عاقبته أسوأ. كان العاكوب مسؤولاً عن إعادة إعمار الموصل بعد تحريرها، لكنه أقيل من منصبه في مارس/آذار 2019 ثم اعتُقل في بغداد في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة الفساد واختلاس 64 مليون دولار من أموال المساعدات وإعادة الإعمار، بالإضافة إلى 9 ملايين أخرى خُصِّصت للنازحين. كان نوفل العاكوب من أكبر المتواطئين مع الميليشيات الخاضعة للسيطرة الإيرانية، والتي نظّم معها مافيا للاستفادة من المساعدات الضخمة المتدفقة من الخارج. وللحصول على دعم تلك الميليشيات، تورّط العاكوب في سلسلة من الجرائم منها على سبيل المثال لا الحصر تجارة الآثار وأراضي المقدسات وسلب منازل وممتلكات، بالإضافة إلى تهريب النفط إلى إيران.

لكن الأمور تغيرت منذ عام 2019 بعد تولّي المحافظ نجم الجبوري، الذي أصبح بطلاً محليًّا ذا شعبية غنيّة عن البيان بين المواطنين الذين يلتقيهم على الدوام. صنع هذا الجنرال الموقّر لنفسه اسمًا على رأس القوات المسلحة العراقية، وهو أكثر كفاءة من سابقيه، ولا تشوبه شبهة فساد في نظر الرأي العام. إلا أن سلطة هذا الرجل النظيف أصبحت اليوم موضع نزاع، حيث حاول بعض النوّاب المقرّبين من الميليشيات الإيرانية إزاحته عن منصبه بإبراز ماضيه كأحد الوجوه البعثية في عهد صدام حسين. هذا ويقترب موعد الانتخابات البلدية الجديدة المزمع إقامتها في 18 ديسمبر/كانون الأول، والتي يُعتَبر الجبوري المرشّح الأوفر حظًا فيها.

يعد نجم الجبوري المسؤول الرئيسي عن تسريع عملية إعادة إعمار المنطقة الشرقية من المدينة، الأقل تضرّرًا من القتال. تقول إيزادورا جوتس، طالبة الدكتوراة في “كينغز كولدج” بلندن والمتخصصة في هذا الشأن: “لم تكن عملية إعادة الإعمار تسير على نحوٍ جيّد حتى عام 2020، لكن وتيرتها تسارعت بشدة في العامين الأخيرين”. حيث عادت شوارع المدينة الرئيسية إلى الحياة وأصبحت حركة المرور فيها دائمة، وأضيفت إليها تقاطعاتٌ وجسور، وشقّت مصابيح الإنارة الظلام، وأصلِحَت شبكات الكهرباء والمياه وأعيد تشغيلها، كما أعيد بناء مصانع تحلية المياه ومحطات الكهرباء.

غرب الموصل الحديث بحاجةٍ إلى مساكن

أعيد بناء الجسور الخمسة المطلة على نهر دجلة في وسط المدينة، والتي دُمِّرت بالكامل أثناء القتال، وكان الخامس قد افتُتح في 18 سبتمبر/تشرين الأول الماضي. ومن مظاهر عودة الحياة إلى طبيعتها أيضًا توافد العائلات على المساحات الخضراء في المدينة في عطلات نهاية الأسبوع، بعد أن أعيد تأهيلها، وهو ما أدّى بدوره إلى عودة بائعي المثلجات وباعة النفّاخات الجائلين إلى العمل، تحت إشراف مركبات الجيش أو الشرطة المتمركزة في المكان. وفي الشوارع الرئيسية تصطفّ أضواء النيون الملوّنة التي تضيء اللافتات واللوحات الإعلانية لكبرى العلامات التجارية العالمية جنبًا إلى جنب مع مراكز التسوّق الاستهلاكية المهيبة. وترى ميليزاند جينا الباحثة المتخصصة في شؤون العراق المعاصر أن “الموصل تشهد ازدهارًا على الصعيد الاقتصادي والأمني لم تشهده منذ عام 2003” وذلك “مع مراعاة اختلاف السياق”.

آلاف المباني في الموصل عليها آثار الرصاص أو التفجير.
© Benoit Drevet

ويبلغ تعداد سكان الموصل اليوم 1،7 مليون نسمة، بعد أن كان 1،3 مليون نسمة قبل احتلال تنظيم الدولة الإسلامية. ورغم أن الموصل تضمّ في الأصل عرقيات مختلفة، إلا أنها فقدت اليوم الكثير من تنوّعها الثقافي. تقول ميليزاند جينا إن “الأقليات أجبِرَت على مغادرة المدينة” وإنها “لم تعُد أبدًا”، قاصدةً بذلك “اليزيديين والمسيحيين” على وجه الخصوص. لكن عودة غالبية السكان والهجرة الجماعية المستمرة من الريف قادتا إلى “تفشّي الأحياء الفقيرة والمساكن غير الرسمية على أطراف المدينة” على حد قولها، حيث استقرّ “عشرات الآلاف” على أراضٍ زراعية وأراضٍ مملوكة للدولة. فـ“هناك حاجة مسيسة إلى مساكن جديدة” وفق إيزادورا جوتس.

في الموصل القديمة، تمت إعادة بناء حوالي مائة منزل تقليدي وفقًا للأصول من قبل منظمة اليونسكو وإعادتها إلى أصحابها.
© Benoit Drevet

معسكرات للاجئين أغلقت على عجل

تتمثل إحدى المشكلات الاجتماعية الرئيسية التي ظهرت بعد انتهاء احتلال تنظيم الدولة الإسلامية ومعركة استعادة المدينة في إعادة توطين العائلات السنّية النازحة من مخيّمات اللاجئين. وفقًا لتقرير صادر عن المجلس الدنماركي للاجئين (DRC) في سبتمبر/أيلول 2022، كان لا يزال هناك مليون نازح في العراق بنهاية عام 2021. فالعائلات السنّية النازحة غالبًا ما تُتَّهم بالانتماء إلى داعش، سواء أكان هذا الاتهام صحيحًا أم باطلاً. ويُعدّ هؤلاء من بين الأكثر عرضة لخطر الإقصاء بعد أن أصبحوا بلا مأوى خارج المخيّمات، ويعيش العديد منهم بلا أوراقٍ ثبوتية، والتي إما فُقِدَت، أو سُرِقَت، أو تمت مصادرتها.

في محافظة نينوى كما في سائر العراق، أقفلت تلك المخيمات مؤخرًا بناءً على تعليماتٍ من الحكومة. في أغسطس/آب 2022، كانت نينوى بها ثمانية معسكرات مفتوحة تأوي 43 ألف و318 شخص وفقًا لإحصاءات “مجموعة تنسيق وإدارة المخيمات” (CCCM). مخيم “جدة 5”، وهو آخر معسكر أغلق مؤخرًا، كان يأوي في أبريل/نيسان 2023 حوالي 1566 شخص يشكّل الأطفال قرابة ثلثيهم. طُرِدت العائلات من المخيّم في 17 أبريل/نيسان 2023 من قبل قوات الجيش والشرطة دون سابق إنذار وسط أجواءٍ من الخوف والهلع، ولم يكن لدى الكثير منها مكان تلجأ إليه.

تلك العائلات التي ألقِيَت في الشارع دون أي مساعدة أو حماية لا يكون لديها عادةً أي خيارٍ آخر سوى التكدّس في مساكن شعبية مؤقّتة أو في مخيّمات غير رسمية، ومواجهة خطر التنكيل بها في المستقبل. وقد ظل هؤلاء الأشخاص طلقاء نظرًا لعدم إدانتهم بأي جرائم من قبل القضاء العراق الذي عادةً ما يعقد محاكماتٍ سريعة للجهاديين، ويصدر أحكامًا جماعية بالإعدام أو بالسجن لفترات طويلة جدًا، أحيانًا دون الاستماع إلى دفاع المتهمين.

اليوم، ما زال مخيم إعادة التأهيل الوحيد “جدة 1” مفتوحًا ويأوي عائلات أتت من مخيم “الهول” المعروف بإيواء عشرات الآلاف من عائلات الجهاديين. وتتولّى منظمات المجتمع المدني الإشراف على تلك العائلات وإعادة تأهيلها للحياة الاجتماعية قبل السماح لها بالاندماج ثانيةً في المجتمع العراقي من عدمه.

إعادة تأهيل معظم الجامعات

الموصل هي أيضًا مدينة ذات تقاليد طلابية عريقة، فهي تضم أربع جامعات عامة وكليّتين خاصتين، أعيد بناء معظمها. حيث تم الانتهاء من إعادة بناء الحرم الجامعي الرئيسي وإغلاقه وتأمينه، والمعروف بمساحته التي تضاهي حجم مدينة. ومع زيادة عدد الطلاب المسجّلين بنسبة تزيد 40% عمّا كانت عليه قبل وصول تنظيم الدولة الإسلامية إلى الحكم، أصبح عدد طلاب جامعة الموصل 65 ألفًا بالإضافة إلى 20 ألف طالب في كل من الجامعات الثلاثة الأخرى.

لكن هذا وحده لا يعدّ انتصارًا، كما يوضح محمد زهير زيدان، مدير المعهد الثقافي الفرنسي العراقي في الموصل، الذي يشير إلى أن “الجامعات تعاني من نقصٍ كبير في المعدّات الخاصة بالمختبرات ومراكز الأبحاث”. وقد أعادت المكتبة المركزية لجامعة الموصل، ثاني أكبر مكتبة في العراق، فتح أبوابها في فبراير/شباط 2022. وعلى الرغم من خسارتها مليون كتاب، بما في ذلك كنوز تاريخية لا تقدّر بثمن، إلا أنها تمكنت من استعادة مخزون يضم عشرات آلاف الكتب بفضل التبرعات التي ساهمت فيها فرنسا.

واشتهرت الموصل أيضًا بمتحفها الذي يعد شاهدًا على تاريخ المنطقة الثري، والذي سيعاد افتتاحه رسميًا في عام 2026. وقد استضاف المتحف مؤخرًا بالشراكة مع متحف “اللوفر” الفرنسي معرضه المؤقت الأول في جناحٍ ملحق، تحت عنوان: “متحف الموصل الثقافي: من الدمار إلى إعادة التأهيل”. هذا المتحف الذي تم افتتاحه عام 1952 ثم توسعته عام 1974 على يد أحد أعظم المهندسين المعماريين العراقيين وهو محمد مكية، لم ينجُ من السلب والنهب والتفجير على يد تنظيم الدولة الإسلامية، كما تعرّض لأضرارٍ جمّة خلال الاشتباكات لاستعادة المدينة.

شرطيان يحرسان المعرض المؤقت في متحف الموصل في حزيران/يونيو 2023، بالشراكة مع متحف “اللوفر”. على اللوحة اليسرى كُتب تاريخ نهاية الاحتلال وعلى اليمين تاريخ المواقع الأسطورية في بلاد ما بين النهرين. تم نهب المتحف، وتم تفجير الغرفة الآشورية بالديناميت، ولكن يُفترض إعادة فتحها بمجموعات محفوظة ومُرممة ومع أحدث الاكتشافات الأثرية.

وقد حقّقت الجهود التي بذلتها السلطات العراقية والمجتمع الدولي المتمثل في متحف “اللوفر” وصندوق الآثار العالمي ومؤسسة “سميثسونيان” ومؤسسة “ألف” بعض المعجزات الصغيرة، منها ترميم ست قطع فنية رئيسية تم العثور عليها مهشّمة تمامًا، مثل أسد النمرود وقاعدة عرش الملك الآشوري آشور نصربال الثاني بكتاباتها المسمارية، وتمثالين عملاقين للـ“لاماسو”، وهي كائنات آشورية أسطورية مجنّحة، والتي عادت كلها إلى الحياة على أيدي فريق خبراء الترميم من متحف اللوفر والفرق العراقية التي جرى تدريبها في الموقع. في خطابها أثناء إطلاق المرحلة النهائية من إعادة تأهيل المتحف في 11 مايو/أيار، قالت أريان توماس، مديرة قسم الآثار الشرقية في متحف اللوفر: “أحيانًا يستغرق الأمر لحظة لمحو كل شيء، ودهرًا لاستعادته”.

وستبقى الحفرة الموجودة في وسط الغرفة الآشورية بالمتحف، والشاهدة على تفجير قاعدة عرش آشورنصربال الثاني، تحت الزجاج للتذكير بتاريخ الموصل المأساوي. وتزخر نينوى بالكنوز الأثرية التي تعود إلى العصور القديمة وفترة ما قبل الإسلام، لذا سيكون بإمكان المتحف إثراء مقتنياته بشكل كبير، كما أكد الدكتور ليث حسين مدير المجلس الوطني للآثار في نفس المناسبة: “لقد أصدرت أمرًا بإحضار أي قطع أثرية يُعثر عليها أثناء عمليات التنقيب في كل بقعة من نينوى. إن التراث الإقليمي ينتمي إلى هذا المتحف، وأعتقد أنه سيحظى عما قريب بقطعٍ أثرية رائعة.” من بين تلك القطع تمثال “لاماسو” المهيب الذي تم قطع رأسه وسرقته في التسعينيات، ثم عُثِر عليه في موقع خورسباد في 24 أكتوبر/تشرين الأول بمساعدة فريق أثري فرنسي، ومن المفترض أن ينضم قريبًا إلى مقتنيات متحف الموصل.

المستشفيات تفتقر إلى بنى تحتية

ويظل وضع المستشفيات غير مستقر، حيث تضررت 9 مستشفيات من أصل 13 أثناء معركة تحرير الموصل، مما أدى إلى انخفاض قدرتها بنسبة 70%. حاليًا دخلت تسع مستشفيات حيز التشغيل، في حين “لم تكتمل عملية إعادة بناء أكبر مستشفى في غرب المدينة” بحسب إيزادورا جوتس. وتولّى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إعادة تأهيل 9 منشآت، وتم افتتاح مستشفى ابن الأثير رسميًا في أواخر عام 2022، وهو مستشفى الأطفال الوحيد في الموصل. وفي 12 مايو/أيار 2023، افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مستشفى ابن سينا الذي يضم 600 سرير بعد إعادة بنائه. من جانبها أعادت منظمة أطباء بلا حدود بناء مستشفى الشفاء للأمراض المعدية في عام 2019 وتدير مستشفى الوحدة في شرق الموصل، كما زوّدت مستشفى نابلس في غرب الموصل بحوالي عشرين سريرًا في قسم الأطفال وبغرفة عمليات إضافية.

والموصل كغيرها من المدن الكبرى لديها مطار دولي. في عام 2022، تولّت شركتان تركيّتان إعادة بنائه بعد أن ظل متهدّمًا لخمس سنوات، وذلك بعد أن تمكّنتا من إخراج “مطارات باريس الهندسية” (ADPI) من العقد الموقّع في البداية في يناير/كانون الثاني 2021 مع الحكومة العراقية. وقد تم تجهيز مدارج المطار، ومن المتوقع أن يستقبل أولى رحلاته المدنية عام 2024. وبالتزامن مع ذلك أعيد بناء فندق الموصل الدولي، في مدينةٍ ما زالت تفتقر إلى الفنادق والمطاعم، باستثناء مطاعم الوجبات السريعة.

مواقع الأنبياء الأثرية إلى غير رجعة

تسمّى الموصل أيضًا “مدينة الأنبياء”، بيد أن جميع أضرحة الأولياء والأنبياء التي يقدّسها أهل الموصل تعرضت للنهب من قبل تنظيم الدولة الإسلامية الذي تدحض عقيدته الشرك بالله. هذا ما حدث مع أضرحة النبي يونس والنبي دانيال والنبي جرجس، بالإضافة إلى جامع ومرقد النبي شيت (ابن آدم وحواء) ومرقدَي الإمام يحيى بن القاسم والإمام عون الدين، التي فجّرها التنظيم بواسطة العبوّات الناسفة. “في البداية، تم الاحتفاء بتنظيم الدولة الإسلامية، لكن بتدميره للمعابد والأضرحة، طمس هوية المدينة وفقد دعم الأهالي الذين سرعان ما أدركوا الرؤية المتطرفة التي يتبناها التنظيم للإسلام”، وفق علاء محسوب، الذي عاد إلى الموصل المحرّرة، بعد أن اضطر مثل قرابة مليون شخص إلى الفرار من مدينته أثناء احتلال تنظيم الدولة الإسلامية لها.

تجري الآن إعادة بناء ضريح النبي يونس الرمزي في موقع نينوى القديمة، على الجانب الشرقي من الموصل. لكن ما تمت الإشارة إليه على أنه قبر النبي (وهو ما يشكك فيها المؤرخون) مفقود بالتأكيد

وقد بدأ العمل في مرقد ومسجد النبي يونس الذي يعد أكثر تلك المواقع الدينية التاريخية رمزية، لكن القبر ذهب إلى غير رجعة. ويقع الموقع على تلة مطلة على الضفة الشرقية لنهر دجلة في الموصل في موقع مدينة نينوى القديمة، العاصمة المزدهرة للإمبراطورية الآشورية التي عُدَّت أكبر مدينة في العالم منذ ستة قرون قبل الميلاد. وقد تأخّرت أعمال إعادة البناء بسبب التنقيبات الأثرية التي أجريت تحت أساساته لمدة خمس سنوات في الأنفاق التي بناها تنظيم الدولة الإسلامية، والتي كشفت عن نقوش وأطلال قصرٍ آشوري قديم.

عودة الساعة وأجراسها

على الضفة الغربية لنهر دجلة، تقوم منظمة اليونسكو بإعادة بناء دير سيدة الساعة للآباء الدومنيكان وجامع النوري المجاور، مع برج الجرس والمئذنة الحدباء اللذان يعدّان أهم معالم مدينة الموصل القديمة. وقد اعتبرته اليونسكو أكبر مشروع إعادة تأهيل في تاريخها، وأطلقت عليه عنوان “إحياء روح الموصل”، بتمويلٍ يزيد عن 50 مليون دولار، مقدّم من دولة الإمارات العربية المتحدة لإحياء هذين الرمزين من رموز التعددية الدينية في مدينة الموصل، التي يعني اسمها “تقاطع الطرق”.

حي الساعة من فوق سطح دير سيدة الساعة
© Benoit Drevet

بعد تسع سنواتٍ من الصمت، عادت ساعة كنيسة سيدة الساعة، التي سمّي حي الساعة القديم على اسمها، لتدقّ من جديد في موقعها أعلى برج الجرس في يوم 7 مارس/آذار، مع أجراسها الثلاثة المصنوعة في فرنسا، وسط فرحة وتأثّر أهالي الحيّ الذين احتشدوا بشكل عفوي لحضور هذا الحدث. وقد بدأت في مطلع العام الجاري آخر مراحل إعادة بناء جامع النوري الشهير، الذي شهد خطبة أبي بكر البغدادي العلنية الوحيدة لإعلان قيام دولة الخلافة، ونسفه رجال تنظيم الدولة الإسلامية المتّشحون بالسواد للحول دون استعادته، بعد أن كان واحدًا من آخر المواقع التي سيطر عليها التنظيم. وقد أعيد بناء منارته الشهيرة “الحدباء”، والتي تم تشييدها عام 1172، على غرار الأصلية، وتم وضع حجر الأساس يوم 6 مارس/آذار بحضور مديرة اليونسكو أودري آزولاي. ويسعى المعماريون إلى إعادة إحياء المنارة من رميمها لتطابق المنارة الأصلية ببنيتها المصنوعة من القرميد ووضعها المائل كما عهدها أهل الموصل. إنه تحدٍّ حقيقي قيد التنفيذ.

حي الميدان، مقبرة من الأنقاض

لكن الحياة ليست وردية تمامًا في المدينة القديمة التي قضت المعركة على 80% منها. حيث شهدت تلك المنطقة المعارك الأخيرة بين آلاف المقاتلين من الجيش العراقي والكردي والميليشيات الشيعية المدعومة جوًا من التحالف الدولي، وآخر الجهاديين المتحصّنين في المدينة. وتؤكد ميليزاند جينا أن “الكثيرين ممن عاشوا في تلك المنطقة لم يعودوا، أو هم يعيشون الآن في الجزء الشرقي من الموصل”.

على الضفة الغربية لنهر دجلة وبالقرب من الجسر الحديدي، في الموصل القديمة، لم يعد حي الميدان موجودا. في وسط هذا الحقل من الأنقاض، يتواصل اكتشاف الجثث والألغام، بعد 6 سنوات من استعادة المدينة
© Benoit Drevet

لا شك أن هناك تحسّن وأن المدينة لم تعد مجرد كومة كبيرة من الركام كما كانت، لكن الحطام ما زال منتشرًا في العديد من الأحياء. هذا هو حال حي الميدان على ضفة نهر دجلة، رغم أنه يقع على مرمى حجر من الجسر الحديدي وخلف سوق السمك الرئيسي بالمدينة، وهي منطقة مزدحمة في قلب مدينة الموصل. في الميدان، لا شيء يُرى سوى الخراب. حيث تنتشر آثار المعارك في كل مكان، وأصبحت المنطقة غير صالحة للسكن، بل وخطيرة بالنظر إلى عشرات الأعلام الحمراء والبيضاء التي تشير إلى عدم تطهيرها بعد من الألغام.

يرتدي ليث نجيم دشداشة رمادية، ويمسك مسبحة في يده. إنه الرجل الوحيد الذي عاد للعيش مع عائلته بعد أن أعاد بناء منزله البالغ من العمر 200 عام بساعديه. “عندما عدت إلى منزلي لأول مرة، وجدت قنابل يدوية وقذائف وسترات ناسفة.. جمعتها كلها في كيس وألقيتها في النهر”، قالها وكأنه يحكي مشهدًا عبثيًا لكنه اعتيادي. يعمل نجيم كتاجر أسماك ويبلغ من العمر 55 عامًا، وهو واحد من “آخر المدنيين الذين تم تحريرهم بعد أربعة أشهر من القتال في المنطقة. كان مقاتلون روسيون يتكلمون العربية من تنظيم الدولة الإسلامية يستخدمون منزلي كمقر عمليات. تم احتجازنا أنا وعائلتي وعشرات الجيران واستخدامنا كدروع بشرية”.

ونحن نغادر سوق السمك، مدخل حي الميدان، الذي بات مجرّد أنقاض.
© Benoit Drevet

لا تزال رائحة الموت تحوم حول منزله، حيث تواصل منظمات المجتمع المدني انتشال الجثث من تحت الأنقاض أثناء عملية إزالة الألغام التي تجري ببطء في المنطقة. في آخر شهر مايو/أيار، تم اكتشاف أربع جثث تحت أنقاض المنزل المجاور لمنزل ليث، وقبل ذلك بأسبوع تم انتشال اثني عشرة جثة على بعد عدة أمتار من منزله. وفقًا لدائرة الطب الشرعي في نينوى، يبلغ إجمالي الجثث التي تم انتشالها في الموصل بين يوليو/تموز 2017 وسبتمبر/أيلول 2023 ألف و500 جثة لم يتم التعرف على أصحابها.

مصطفى بدران، رجل في الـ35 من عمره ووالد لفتاتين، تعرّض هو الآخر للحصار في المدينة مع عائلته، ومثل العديد من سكان الموصل فقد شخصًا عزيزًا عليه أثناء المعركة. كان ذلك في الأول من يوليو/تموز عام 2017، أي قبل 10 أيام من إعلان القوات العراقية استعادة سيطرتها على المدينة. “كنا حوالي ثلاثين مدنيًّا، وكنا نتنقل من منزل إلى آخر وعبر الأنفاق للاختباء. انتهى بنا المطاف إلى قلب المعركة الدائرة بجانب مسجد النوري الكبير الذي كان لا يزال في قبضة داعش”. ما تلا ذلك كان مأساويًّا: “كانت معنا في المجموعة امرأة.. أجنبية.. وعندما وصلنا إلى نقطة تفتيش الجيش العراقي كما أردنا، فجّرت نفسها. ماتت أمي.. ومات الكثير من الأشخاص.. مدنيون وعسكريون”.

في انتظار تعويضات لم تصل بعد

كان مصطفى بدران من بين من عادوا إلى ديارهم في مدينة الموصل القديمة في أعقاب التحرير، على تخوم حي الميدان المندثر وحي النبي جرجس الذي يعاد بناؤه. أعاد بدران بناء منزله وحده، مثل قرابة عشرة من جيرانه الذين عادوا هم أيضًا إلى منازلهم.

قالت الدولة أنها ستمنح كل من فقدوا منازلهم تعويضات لا تقل عن 25 مليون دينار عراقي (حوالي 15 ألف يورو). قدمنا طلبًا مثل سائر جيراننا في 2019، وما زال الوضع على ما هو عليه. والإجابة دائمًا أن الملف قيد البحث.

في قلب مدينة الموصل القديمة، لم يسلم شارع النجفي، الذي كان فيما مضى شارع المكتبات، من أذى الجهاديين. فالشارع الذي كان مقصد أهل الموصل والقلب النابض لحياته الثقافية، أصبح مجرد أطلال. لم يعُد هناك أثر لأي مكتبات أو مطاعم، فقط عدد قليل من متاجر المجوهرات والذهب التي تظهر على استحياء في بداية الشارع. سعد هاشم، رجل خمسيني، يقف مع صديقه على بسطة سلم إحدى البنايات القليلة التي تُرى في هذا الشارع قيد الإنشاء. حتى الآن، لا تزال البناية مجرد هيكل خرساني رمادي، بلا جدران أو نوافذ تطل على الشارع. هنا يحلم بإعادة افتتاح متجر الأحذية الذي أسسه والده عام 1958، وعلى عكس أصحاب الأكشاك في البنايات المجاورة، تساهل معه مالك البناية الذي موّل إعادة الإنشاء من ماله الخاص. ختم هاشم حديثه بمقولة اعتدنا سماعها في الموصل: “أنتظر التعويض الذي كان من المفترض أن أتلقّاه من الحكومة، لكن هذا لم يحدث بعد”.

يرى هاشم أن هذا الشارع يجب أن تكون له الأولوية في عملية إعادة الإعمار. يقول وكأنه يحلم بصوت عال: “كل أهالي الموصل لهم ذكريات هنا. نتساءل جميعًا لماذا لم يُعاد بناء شارع النجفي منذ ست سنوات.. إذا حدث ذلك سيتوافد الجميع عليه فورًا وسيعود مزدحمًا كسابق عهده”. في انتظار ذلك اليوم، يستعد هاشم لبدء أعمال إعادة تأسيس متجره، ويواصل في نفس الوقت تشغيل متجر الأحذية الذي نقله إلى غرب الموصل منذ بداية الحرب.

مسألة المجنّدين السابقين في تنظيم الدولة الإسلامية

تتضمن الملفّات أيضًا أسماء موصليين آخرين، ولكن السبب مختلف هذا المرة: أنهم في عداد المفقودين. “أوقف مقاتلو داعش خالتي، ولا نعلم ما حدث لها بعد ذلك”، هكذا يحكي مصطفى بدران، الرجل الذي شهد بعينيه مقتل أمه. “بعد التحرير، استمرت حالات الاختفاء.. مثل جارنا عمر..”. وفقًا للمرصد العراقي لحقوق الإنسان، وصل عدد العائلات العراقية التي أبلغت عن فقدان أحد ذويها على الأقل بين عامي 2017 و2021 إلى 11 ألف عائلة، ووصل عدد المفقودين في مدينة الموصل إلى 8 آلاف شخص.

تنتمي ليلى أحمد (تم تغيير الاسم) ذات الـ24 ربيعًا إلى عائلة سنّية مكوّنة من سبع شقيقات وأربعة أشقّاء، ولا تزال تبحث عن أحد أشقّائها ووالدها. ترتدي ليلى الحجاب مثل الغالبية العظمى من نساء الموصل، ويبدو عليها الانزعاج قليلاً. فكغيره من الأماكن العامة التي تغيب عنها النساء إلى حد كبير، لا يضم منتدى الكتاب، أول مركز ثقافي أعيد افتتاحه بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، سوى أعضاء ذكور أغلبهم من الطلاب، حيث تظل الموصل واحدة من أكثر المدن محافظة في العراق. خلف ليلى، نرى على أرفف تلك المكتبة العامة النسخة الفرنسية من رواية “أوهام ضائعة” لبلزاك، بينما تحكي لنا عن مصير أبيها المأساوي. كان أبوها عسكريا سابقا واختفى لمدة 40 يومًا في عام 2015، بعد أن أوقفه تنظيم الدولة الإسلامية. ما حدث بعد عودته كان غير مفهوم: “عندما عاد إلى المنزل، جنّدته داعش”، قالتها بصوت منخفض، معربةً عن يقينها بأنه أقدم على هذا الفعل “بالإكراه”، وإلا “كيف ردّته داعش إلينا بعد 40 يومًا من اختفائه؟”. هكذا تساءلت، مؤكدةً أن أباها لم يتبنّ يومًا تلك الأيديولوجية الفكرية.

وبالرغم من أن أباها “فعل كل ما بوسعه لحمايت(ي) من داعش حتى التحرير”، لم تستطع طالبة الماجستير في العلوم السياسية تجاوز تلك الفترة، لدرجة أنها أنشأت منظمة مجتمع مدني لتحرير النساء. ولكن بالنسبة لليلى، لم يضع تحرير الموصل حدًّا لمعاناة العائلة. “قام أخي بإجبار أبي على تسليم نفسه ورافقه إلى نقطة تفتيش عسكرية، ولم نرهما منذ ذلك الحين”. قالتها بأسى، وهي تؤكد أنها رأت صورة لهما رهن الاعتقال، لكنها لم تعثر على أي أثر لهما بالرغم من بحثها المضني. من ضمن المساعي التي قامت بها ليلى أنها سجّلت اسمهما في الصليب الأحمر الذي يساعد في البحث عن المفقودين. هكذا وجدت عائلتها في 2022 عمًّا كانت تبحث عنه منذ 5 سنوات، حيث عُثِر عليه مسجونًا في بغداد على خلفية انتمائه إلى الجماعة الإرهابية.

مثل الكثير من العائلات التي كانت تربطها صلة بتنظيم الدولة الإسلامية، تمثل مسألة أوراق الهوية طريقًا طويلاً وشاقًا، أحيانًا بلا مخرج. كانت ليلى ضحية الفساد المحلّي أثناء تجديد جواز سفرها: “كان علي أن أدفع 300 دولار لأحد الوسطاء، لكن بقية أفراد عائلتي لم يتمكنوا من ذلك وظلوا بلا أوراق حتى اليوم”. كما تعطي لنا مثالاً عن تأثير غياب الأوراق السارية: “ولد شقيقي في عام 2005، وكان في الثانية عشرة من عمره عندما تم تحرير الموصل، لكنه اليوم لا يستطيع الخروج إلى الشارع. فإذا خضع للتفتيش، سيواجه متاعب وستتم مصادرة بطاقة هويته القديمة ولن يكون معه ما يثبت هويته على الإطلاق”. وتضيف ليلى أن أختها البالغة من العمر 19 عامًا “لا تستطيع خوض الامتحانات في مدرستها وبالتالي لن تستطيع التخرّج ولن تستطيع الالتحاق بالجامعة أو حتى الزواج”.

وتقول ليلى أن هناك أشخاص متواجدين في دوائر تجديد بطاقات الهوية والإقامة يطلبون رشاوي تصل إلى 800 دولار لتمكين المنتمين إلى عائلات يقترن اسمها بتنظيم الدولة الإسلامية من تجديد هوياتهم. هذا المبلغ يعد ثروة في العراق، الذي لا يكاد يتجاوز فيه متوسط الرواتب نصف هذا المبلغ. وإذا تمكّن هؤلاء من استصدار بطاقة إقامة، يُكتب اسمهم بالأحمر وكأنها وصمة عار ستلاحقهم ما تبقّى من حياتهم.

رغم ذلك، تحاول ليلى أن تبقى متفائلة بشأن مستقبلها في مدينتها العزيزة التي تنهض من جديد:

أحب العيش هنا. إذا ما قارنّا الموصل بباقي المدن العراقية، فنحن خرجنا للتو من الحرب، لكن يمكن أن نشعر بأن الأشخاص وعوا مساوئ التطرّف ويريدون بذل ما في وسعهم للحفاظ على حالة السلم من أجل مصلحة المدينة.

هكذا ستستطيع الموصل التعافي من جراحها المفتوحة التي لا تزال تلتئم.

  • في الخلفية، تعيد منظمة اليونيسكو بناء كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك، والتي يبلغ عمرها 150 عامًا والتي ألقى البابا فرانسيس بالقرب منها قداسًا في مارس/آذار 2021.
    © Benoit Drevet