في ليبيا، بنغازي تشنّ هجوما دبلوماسيا

يعمل خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، على مضاعفة المبادرات لتعزيز علاقاته الدولية. وتعمل بنغازي على تحسين صورة دبلوماسيتها الرسمية، في حين تعقد تحالفات جديدة خلف الكواليس. وفيما كانت إدارة حفتر مذمومة لمدة طويلة، صار يخطب ودّها كبار الفاعلين في المنطقة، على الرغم من أنف غريمتها في طرابلس.

ضابط عسكري يرتدي زيًا رسميًا ونظارات شمسية، يؤدي تحية عسكرية.
بنغازي، يونيو/حزيران 2024. صدام حفتر، نجل المشير خليفة حفتر (على الشاشة) خلال عرض عسكري.
صفحة المكتب الإعلامي لخليفة حفتر على فيسبوك

تتواتر منذ سنوات الصور الرسمية لزيارات الوفود إلى بنغازي، تتشابه كلها فيما بينها، إلى حد أنه صار من الصعب اِحصاؤها. تظهر كل واحدة منها رجالا واقفين، سواء كانو ليبيين أم أجنبيين، منتصبين أمام عدسة الكاميرا كالعسكر. وفي الوسط، المشير خليفة حفتر، الذي نتعرفه من زيه العسكري وشاربه العتيد، في مكتبه بحي الرجاء شرق بنغازي. ويترك حفتر بانتظام المكان لأبنائه صدام وخالد، مرتديين الزيّ العسكري بدورهما، بصفتهما ضابطين في الجيش الوطني الليبي. ويستقبل الضابطيْن في بعض الأحيان شقيقهما بلقاسم، مدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا القوي، الذي تم إنشاؤه أول عام 2024، إلى جانب عمله كمستشار سياسي عند أبيه.

وإن كان الفاعلون الدبلوماسيون في بنغازي يتشابهون، فإنهم يتلقون في الأشهر الأخيرة وفودا آتية من مختلف الآفاق: فتم استقبال وفد عسكري أمريكي في فبراير/شباط، ومقابلة وزير الداخلية الإيطالي في مارس/آذار، بالإضافة إلى زيارة ليبية إلى رئيس الأركان التركي أول أبريل/نيسان. يمكن أن تبدو هذه المقابلات عادية بالنسبة لبلد معرّض بشدة للتدخلات الخارجية كَلِيبيا. لكنها ليست كذلك. فمنذ انتهاء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2020، صارت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، هي الممثلة الوحيدة لليبيا على الصعيد الدولي، خاصة بالاعتراف التي خصّتها به الأمم المتحدة. لكن من الواضح أن الحال لم يعد تماما على هذا الوضع. ويقول مصدر دبلوماسي أوروبي يشتغل على الملف الليبي أن حفتر “صار ليس مقبولا فحسب، بل أصبح لا يُستغنى عنه.”

Deux généraux en uniforme échangent un cadeau devant des drapeaux et un blason.
صدام حفتر (يسار)، ضابط في الجيش الوطني الليبي وقائد لواء “طارق بن زياد” القوي، يستقبله الجنرال سلجوق بيرقدار أوغلو (يمين) خلال حفل في أنقرة، 4 أبريل/نيسان 2025.
وزارة الدفاع التركية

في حين تزلزل مواجهات عنيفة العاصمة طرابلس منذ 12 مايو/أيار، تتميز بنغازي باستقرار نسبي. بين عامي 2020 و2025، تمكن المشير حفتر من تعزيز سلطته على شرق وجنوب البلاد، بفضل جهاز عسكري وفيّ ومُوحَّدٍ، هو الجيش الوطني الليبي الذي يرأسه. وفيما يخشى البعض أن يستغل الجيش الوطني الليبي الفوضى في طرابلس لإطلاق هجوم جديد نحو غرب البلاد، كانت أول عملية قامت بها بنغازي عملية اتصالية. ففي 15 مايو/أيار، نشرت سلطات شرق ليبيا بيانا دعت فيه الدبلوماسيين إلى “التحوّل إلى بنغازي الآمنة والمزدهرة”، ما كشف عن طموحات فريق حفتر على الصعيد الدبلوماسي.

إنشاء شرعية ذات بُعد دولي

لتعزيز “هجومها” الدبلوماسي، طوّرت بنغازي جهازا أكثر احترافية. ولئن بقى المشير وأبناؤه في دائرة الضوء، فإن حكومة الوحدة الوطنية، السلطة التنفيذية الموازية التي أقيمت في بنغازي منذ 2022، لديها أيضا وزارة شؤون خارجية. ويديرها الدبلوماسي المخضرم عبد الهادي الحويج في حي الفويهات جنوب بنغازي. ومنذ صيف 2023، يدير فريقه استراتيجيته الاتصالية أساسا على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك، ويشارك في منشوراته صور الزيارات والمقابلات الرسمية العديدة.

Des cercueils recouverts de drapeaux, entourés de personnes en uniforme et en deuil.
بصفته وزيرا للخارجية، يسهر عبد الهادي الحويج (وسط الصورة) على حسن الاستقبال ويترأس حفل إعادة جثث المواطنين التونسيين الذين لقوا حتفهم في ليبيا أواخر مارس/آذار 2025.
صفحة وزارة الخارجية على فيسبوك

يكمن المؤشر الرئيسي على تطبيع صورة “عشيرة” حفتر في زيارة وفود “صغيرة” من دول أو منظمات كانت في الأصل بعيدة جداً عن بنغازي. في شهر أبريل/نيسان 2025 وحده، التقى عبد الهادي الحويج بفرق السفارة الفلبينية، وسفير الفاتيكان في ليبيا، والمدير الإقليمي للمنظمة غير الحكومية الفرنسية “أكتد Acted”. يشرح جلال حرشاوي، المختص في العلوم السياسية والمتخصص في الشأن الليبي: “إنه أمر سطحي، لكنه يُظهر أنه لم يعد هناك أي رغبة في تهميش حفتر مقارنة بالدبيبة”.

في الأشهر الأخيرة، مدّ الشرق الليبي يده أيضاً إلى جهات تُظهر حيادها بشكل علني. فبعد عدة زيارات إلى طرابلس منذ عام 2022، التقى السفير السويسري (الذي انتقل إلى تونس في عام 2014) رسمياً بالمشير حفتر لأول مرة في سبتمبر/أيلول 2024. باسم هدف المصالحة، تضع الأمم المتحدة أيضاً أكثر فأكثر المعسكريْن على قدم المساواة - على الرغم من استمرار الاعتراف الرسمي بحكومة الوحدة الوطنية. عقدت هانا تيتيه، المديرة الجديدة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اجتماعاتها الأولى المتتالية مع عبد الحميد الدبيبة وخليفة حفتر على فترة أسبوعين في فبراير/شباط ومارس/آذار 2025. ويذكّر جلال حرشاوي: “موقف الأمم المتحدة تجاه حكومة الوحدة الوطنية تغير أيضاً، لأن الدبيبة لم يترك السلطة في نهاية عام 2021، رغم أنه التزم بذلك”.

وحتى لو اتُهمت بنغازي بتسهيل تدفقات المهاجرين إلى الولايات المتحدة أو تنظيم حصار نفطي في عام 2024، فقد أثبتت حكومة الوحدة الوطنية أيضاً عدم قدرتها على ضمان الاستقرار في هذين المجالين. لذلك يستفيد فريق حفتر من الفقدان المتزايد للشرعية الديمقراطية والدبلوماسية لطرابلس. يقول المختص في العلوم السياسية جلال حرشاوي: “القول بأن بنغازي أصبحت المركز الدبلوماسي الجديد لليبيا سيكون مبالغة فيه”. يبقى أن النشاط الدبلوماسي للشرق يؤثر حتى على أقوى اللاعبين في المنطقة، هذه المرة بفضل الشبكات غير الرسمية واللقاءات المباشرة مع فريق حفتر. إلى درجة طمس نظام تحالفات كان حتى الآن مُجَزَّأً للغاية.

تحالفات تكشف عن مصالح جديدة

وحاليا، بدأ حتى الحلفاء التاريخيين لحكومة الوحدة الوطنية في “التطبيع” والتقارب مع منافسيها من الشرق. فتركيا، التي لعبت دوراً حاسماً في الدفاع عن طرابلس في عام 2019، قد أرسلت عدة وفود إلى حفتر في عامي 2024 و2025. وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت أنقرة عن نيتها فتح قنصلية في بنغازي، في حين استُقبل صدام حفتر باحتفال كبير من قبل رئيس أركان الجيش التركي في 4 أبريل/نيسان 2025 - بمناسبة الذكرى السنوية للهجوم الذي شنه حفتر على طرابلس قبل ست سنوات.

وأثارت المقابلة ردود فعل قوية في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الليبية، مما أثار القلق والإثارة والاستياء. ولم ترد السفارة التركية في ليبيا ووزارة الخارجية التركية على استفساراتنا المتكررة. ولم يتم توقيع أي اتفاق تعاون أو عقد في أنقرة. وحتى لو بدت التقاربات الظاهرية بين الجيشين في البلدين غير مسبوقة، يذكّر جلال حرشاوي بأن فريق حفتر لن تكون له مصلحة في “شراء طائرات مسيّرة قصفت الجيش الوطني الليبي أو في اتباع تدريبات توفرها أيضاً قوات طرابلس”.

نجح فريق حفتر أيضاً في اجتذاب حليف آخر كبير للدبيبة بسرعة، وهي إيطاليا، التي دعمت الغرب خلال حرب 2019. وتواصل روما الحفاظ على روابط مهمة مع نخب طرابلس، بمن فيهم قادة الميليشيات. وهذا لم يمنع جورجيا ميلوني من زيارة بنغازي للمرة الأولى ومقابلة خليفة حفتر شخصياً في مايو/أيار 2024. وبعد عام، في مارس/آذار ثم أبريل/نيسان 2025، التقى وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي أيضاً بالمشير - برفقة قائد جهاز المخابرات الخارجية الإيطالية (AISE)، الجنرال كارافيلي.

يقدّر جلال حرشاوي قائلا: “في الواقع، تقوم السياسة الإيطالية بالفعل، منذ عشر سنوات، على أن تصبح حليفاً للجميع في ليبيا، سواء في الغرب أو في الشرق”. وإذا كانت الزيارات إلى فريق حفتر لا تشكك في التحالفات مع طرابلس، فإنها تكشف عن المصالح المتزايدة لروما وأنقرة ومجموعة كبيرة من اللاعبين الآخرين في المنطقة التي يسيطر عليها المشير حفتر وأبناؤه.

صندوق إعادة الإعمار، مزود للأسواق

إن جهود التعاون التي تبذلها إيطاليا مع ليبيا في مكافحة الهجرة لا تخفي مطلقاً المصالح الاقتصادية التي تعتزم جورجيا ميلوني تحقيقها في البلاد. وقد أعلنت روما، وهي أكبر شريك تجاري لليبيا، عن تنظيم أول منتدى أعمال في نهاية يونيو/حزيران في بنغازي، مما سيصاحب استئناف رحلات شركة ITA Airways إلى المدينة. يذكّر جلال حرشاوي أنه “من جانبهم، يركز الأتراك قبل كل شيء على الأعمال”. ونجد الشركات التركية الكبرى للبناء والأشغال العامة بالفعل في مواقع البناء في مدينة درنة، التي دمرتها عاصفة دانيال في سبتمبر/أيلول 2023.

تعد “إعادة الإعمار” الكبرى التي أطلقها بلقاسم حفتر في أوائل عام 2024 أيضاً بأن تصبح ناقلاً قوياً للتقارب مع دول ابتعدت في وقت ما عن السوق الليبية. فالصين، المتهمة بالفعل بتسهيل نقل الطائرات المسيّرة العسكرية إلى فريق حفتر، أعادت تنظيم غرفة التجارة في طرابلس في يونيو/حزيران الماضي1، وأعلنت في 20 أبريل/نيسان عن رغبتها في فتح مكاتب في بنغازي وسبها. ففي نهاية عام 2024، عندما كان بلقاسم حفتر يسعى لجذب المستثمرين، لم يكن من النادر مصادفة رجال أعمال يتحدثون الصينية في فنادق بنغازي الجديدة.

في نهاية أبريل/نيسان 2025، زار هذا الأخير أيضاً واشنطن بهدف مقابلة شركات أمريكية والترويج لأسواق صندوق إعادة الإعمار الخاص به، قبل أن يستقبله وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في باريس. في يونيو/حزيران 2023، ثم في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، زارت العديد من الشركات البريطانية أيضاً بنغازي من أجل منتديات الأعمال، يرافقها سفير المملكة المتحدة مارتن لونغدن. من جهته، رافق نظيره الفرنسي، مصطفى مهراج، وفديْن من حركة المؤسسات الفرنسية (Medef) إلى صندوق إعادة الإعمار الخاص ببلقاسم حفتر، في يونيو/حزيران ثم نوفمبر/تشرين الثاني 2024. كلّ هذه جهود تندرج ضمن “ديناميكية إعادة الانخراط الاقتصادي في جميع أنحاء البلاد”، كما يشير مصدر دبلوماسي فرنسي.

Deux hommes en costume se serrent la main dans une pièce élégante.
لقاء بين وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يمين)، وبلقاسم حفتر، مدير صندوق التنمية وإعادة الإعمار الليبي، في 2 مايو/أيار في باريس.
حساب الدبلوماسية الفرنسية على تويتر (إكس)

ومع ذلك، تظل بنغازي رسمياً غير قادرة على توقيع معاهدات ثنائية بين دولتين، مما يحبس بلقاسم حفتر في موقعه كمفاوض باسم صندوق إعادة الإعمار فقط. يذكّر جلال حرشاوي بأنه “من المستحيل إدارة الظهر تماماً للغرب”، مؤكداً أن “كل الذاكرة المؤسسية”، من البنك المركزي إلى وزارة العدل، “لا تزال متجذرة في طرابلس”. وإذا كان المشير حفتر قد نجح في إضفاء الطابع الرسمي على “شراكة استراتيجية” في عدة مجالات مع بيلاروسيا في فبراير/شباط 2025، فإن هذه الحالة تظل استثنائية. يلاحظ جلال حرشاوي قائلا: “من الناحية البلاغية، يُقدّم هذا البلد على أنه مستقل لإظهار أن فريق حفتر يمكنه التوجه إلى شركاء متنوعين”. لكن إذا كانت مينسك تنتهك علناً حظر الأمم المتحدة على الأسلحة، فذلك يتم تحت أنظار موسكو المتعاطفة، مما يدل على أن دبلوماسية فريق حفتر لا تزال قبل كل شيء تحتتأثير تحالفاته العسكرية.

استقبال خليفة حفتر في قصر الإليزيه

في مجال الدفاع، يبدو أن فريق حفتر لم يتمكن بعد من تنويع محاوريه الموثوقين. من حيث المبدأ، يمنع حظر الأسلحة الذي صوتت عليه الأمم المتحدة في عام 2011 أي شكل من أشكال التعاون العسكري. ومع ذلك، ينص تعديل أُدخل في يناير/كانون الثاني 2025 على استثناء “للمساعدة الفنية أو تدريب قوات الأمن المرافقة فقط لعملية إعادة التوحيد”.

لكن قلة من البلدان تبدو مستعدة لاتخاذ الخطوة والدخول في شراكة عن طريق الأسلحة مع فريق حفتر. حتى باريس، التي أرسلت قواتها الخاصة لدعم الجيش الوطني للتحرير خلال حملة ضد الجماعات الجهادية في عام 2016، تحافظ الآن على مسافة أمان.

بعد استقباله في الإليزيه للمرة الأولى منذ خمس سنوات، دعا إيمانويل ماكرون خليفة حفتر في فبراير/شباط 2025 “إلى استئناف الانتقال السياسي، والحفاظ على وقف إطلاق النار [...] ومغادرة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية”، وفقاً لمصدر دبلوماسي فرنسي.

لذلك وجب على فريق حفتر الاعتماد على حلفائه المقربين، مثل القاهرة ونجامينا، وعلى قوى عالمية نادرة مثل أبو ظبي وخاصة موسكو. وتتواجد المجموعات شبه العسكرية الروسية مثل فاغنر وأفريكا كوربس منذ سنوات في عدة قواعد يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي. “حتى لو كانوا سينتهي بهم المطاف في دمشق وطرطوس، فإن الروس سيعززون وجودهم في ليبيا لضمان وصول مريح إلى البحر المتوسط”، كما يلاحظ جلال حرشاوي. فوق كل شيء، يؤكد الباحث على اعتماد فريق حفتر على المساعدة العسكرية الروسية، لا سيما “لتسليم أنظمة دفاع جوي فعالة”. وتوضح لنا السفارة الروسية في ليبيا (المتمركزة في طرابلس) أنها “كيان مدني لا يعلق على قضايا التعاون التقني والعسكري” ويفضل تسليط الضوء على برامج التعاون الأكاديمي. تؤكد السفارة أيضاً أن افتتاح قنصلية قريباً في بنغازي هو “أولوية”. يقود العسكريون أساسا حتى الآن الزيارات الروسية إلى الشرق، فقد زار يونس-بك يفكوروف، نائب وزير الدفاع، بنغازي خمس مرات بين أغسطس/آب 2023 ونوفمبر/تشرين الثاني 2024.

يبقى الهدف الرئيسي التحكم في كامل البلاد

وفي مواجهة الطموحات الأفريقية للكرملين، تدمج الولايات المتحدة أيضاً أكثر فأكثر الجيش الوطني الليبي في جهازها الإقليمي. يعتمد الأمريكيون على الروابط القديمة مع الرجل القوي في الشرق، فبعد أن تم إقصاؤه من جيش القذافي، قضى خليفة حفتر عدة سنوات في الولايات المتحدة بين أواخر الثمانينيات والثورة. وكان يدير هناك تشكيلاً معارضاً للجماهيرية، مدعوماً من الولايات المتحدة، وقد حصل على الجنسية الأمريكية.

Trois hommes en uniforme et costume, devant des drapeaux, posent ensemble.
من اليمين إلى اليسار: القائم بأعمال السفارة الأمريكية في ليبيا جيريمي برنت، والمشير خليفة حفتر، واللواء الأمريكي جون أو. برينان خلال زيارة إلى بنغازي في 4 فبراير/شباط 2025.
وكالة الأنباء الليبية

ودعت واشنطن جنوده إلى عدة مناورات مشتركة مع قوات طرابلس عام 2024، وشاركوا للتو في مناورات “الأسد الأفريقي 2025” في تونس - وهو يُعدّ أكبر تدريب سنوي للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم). يذكّر جلال حرشاوي: “كان هناك دائماً تبادل للمعلومات الاستخبارية بين حفتر والأمريكيين”، مع ملاحظة أن “الجديد في الأمر هو أن كل هذا أصبح الآن علنيا، هناك رغبة في إضفاء الطابع الرسمي على الأمر”. وتجسدت هذه الخطوة من خلال زيارة الجنرال مايكل لانغلي قائد “أفريكوم” إلى المشير حفتر في آخر أغسطس/آب 2024.

في أوائل مارس/آذار 2025، نظمت الولايات المتحدة أيضاً تدريباً جوياً بين ضباط من الغرب والشرق في سماء سرت - على بعد كيلومترات قليلة من قاعدة القرضابية الجوية، المعروفة بإيواء العسكريين الروس. وإجابة على سؤالنا عن الموقف الأمريكي تجاه التقارب بين موسكو وبنغازي، تؤكد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا أن “الهدف هو إظهار أن الولايات المتحدة هي أفضل شريك، سواء للجيش الوطني الليبي أو لحكومة الوحدة الوطنية، وأنها تقدم المسار الأكثر ملاءمة نحو التوحيد”. هدف تؤكد جميع الجهات الفاعلة في ليبيا أنها تسعى إليه، لكن الجميع يعلم أنه بعيد عن طموحات عشيرة حفتر: ففي الدبلوماسية كما في المجالات الأخرى، يظل طموح المشير سحق طرابلس وحكم ليبيا وحده.

1كانت هذه الغرفة التجارية السرية موجودة منذ عدة سنوات ولكنها علّقت أنشطتها في ليبيا. ثم اتفقت طرابلس وبكين على استئناف الاستثمارات الصينية في البلاد.